السبت، أكتوبر 25، 2008

انضم للفريق الكسبان


بما أني المدونة اسمها وحي القلم ( من أجل التغيير) فيبقي لازم نتكلم عن الموضوع ده شوية
بداية إحنا كلنا – كمصريين – نسعى للتغيير ومش عاجبنا الأوضاع اللي البلد عليها اليومين دول – ولا في حد عاجبه الوضع ده - ؟!
ولما بحثت في الشارع شوية لقيت إن الناس كلهم بيسعوا للتغيير بس كل واحد ليه طريقته ومنهجه اللي ماشي بيه ووسائله اللي بيغيير من خلالها .!
حاولت اني احصر الطرق والمناهج والوسائل اللي الناس بتعملها علشان تحقق التغيير والإصلاح علشان البلد دي!
وفي 3 فرق بيسعوا للتغيير
ودا عرض للفرق التلاتة اللي ترشحوا واللي موجودين فعلا في الحقيقة .
الفريق الأول :- اللي شايف إن التغيير هيجي من القاع إلي القمة
- يعني ببساطة أكتر- شايف إن التغيير يبدأ من داخلنا إحنا وبينتهجوا المنهج السلمي اللي الرسول – صلي الله عليه وسلم – انتهجه وهو إن الشعب كله يسعى للتغيير ويعيش حياته كلها علشان كده وكمان يكون مستعد للحياة بعد التغيير ولا ينسي ان دا فضل ومنة من ربنا – ودا تقريبا منهج الإخوان المسلمين - .
أما الفريق الثاني :- فهو الفريق اللي شايف إن التغيير هيبقي عن طريق الثورة أو انقلاب أو حاجة زى كده - ودول تلاقيهم معلقين صور لجيفارا - ويقولوا إن لو الرئيس والحكومة دول اتشالوا وجه غيرهم يبقي كده هتبقي مصر احلي والوضع هيتحسن .
الفريق الثالث :- اللي يرضه يسعى للتغيير – تصور- بس خايف حبتين علشان كده بيتمني إن التغيير يحصل بس مايروحش أقسام وما يتبهدلش ورافعين شعارات أمثال "أنا مالي " " يعني أنا اللي هاغير الكون ""أنا ماشي جنب الحيط " – مع اني في ناس ماشية جوا الحيط مش بس جنبه – وغير ذلك
ودول أضعف الإيمان والتغيير في الغالب مش شاغل بالهم كتير .
تقريبا دي الفرق اللي أنا شايف إنهم بينتموا لفئات الشعب المصري
وأنت عزيزي القارئ بتنتمي لأي فريق في الفرق دي ؟!
الأول ولا ّ الثاني ولا ّ الثالث ولا ّ فريق رابع لم أذكره .!!
وباتمني لكل زوار وقراء المدونة إنهم يختاروا فريق من الفرق دي وطبعا أنت مش مفروض عليك حاجة ولا فيه فريق معين إنا بأرشحه لك.
--------------------------------------------------------------
نفسي أشوف تعليقاتكم وآرائكم علشان نتعرف سويا
مين الفريق اللي هيكسب وهيكسّب مصر كلها ويوصلها – مش لكأس العالم – لان تكون أستاذة العالم وتكون الديمقراطية موجودة في البلد دي بجد.
اكتب تعليقك واختار فريق من الفرق دي .
وكل دا من أجل هدف واحد كلنا بنتفق عليه وهو التغيير والإصلاح.
وجزاكم الله خيرا

الخميس، أكتوبر 16، 2008

رسالة





عندما كنت ابحث في أوراقي القديمة وجدت تلك الرسالة التي قد أرسلها لي والدي – منذ عام تقريبا – عندما كان معتقلا

وهذه الرسالة عندما أعدت قراءتها ثانية ووجدت أن ما كتبه لي والدي نحتاج إليه جميعا - نحن معشر الشباب - .

وما كتبه لي والدي كان التالي :- "

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة علي رسول الله الهادي إلي سبيل الله محمد وعلي آله وصحبه وسلم وبعد

ابني / مصعب

لا ادري لماذا خطرت علي بالي فكرة أن اكتب إليك خطابا مستقلا فلولا عناية الله أنقذتني وأنا شاب في مقتبل الشباب مثلك لما كان يدري غير الله كيف كان مصيري و إلي أين أكون ؟ !

إن الأمانة التي احملها لك وإخوانك تحملني علي إن أؤدي واجبي تجاهكم , وفي الحديث :-

"إن الله سائل كل راع عما استرعي احفظ أم ضيع" ورأيت انك أحوج أولادي الآن - وليس بعد قليل – أن اكتب إليك هذه الكلمات .

فقد ذكر رسول الله من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله " وشاب نشأ في عبادة الله " وما العبادة الا إتباع الأمر واجتناب النهي ؟ وهل العبادة الا هذان ؟ !

ابني / مصعب

أنت في وقت تحتاج إلي صديق قريب منك يأخذ بيدك ويوجهك إلي مكارم الأخلاق ، وأنت أهل لفعل الخير ؛ فاستعن بالله واقرأ كثيرا في كتب الدين ، قران و تفسير وفقه ، وتعلم فقه الطهارة والعفّة ، ومارس ألعابا رياضية كثيرا وخاصة الرياضية المجهدة والمتعبة ،

وقم من النوم قبل الفجر وصل في المسجد ولا تنم بعد الصلاة . اقرأ ورد القرآن اليومي واذكر الله بأذكار الصباح المأثورة ، وفي المدرسة احرص علي وقتك ولا تضيع أي حصة دون فهم واستيعاب .

ولا تستطيع فعل ذلك الا بالصحبة الطيبة " فالمرء علي دين خليله "

"قل لي من صاحبك اقل لك من أنت " .

والرجولة يا ولدي إرادة وليست قوة أو فتوة فان ملكت إرادة تتحكم في تصرفاتك فأنت رجل .

والنفس كالطفل إن تهمله شب علي ~ حب الرضاع و إن تفطمه ينفطم .

وأكبر أعداء المرء نفسه فاتخذها مطية تركبها ولا تجعلها راكبا يسير بك حيث شاء فالنفس والهوى يميل دائما إلي السوء " وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي " .

اعلم يا بني أن أصعب شيء علي النفس الموعظة وأسهل شيء علي قائلها !

لكن ذلك ما املكه الآن حتى أخرج - عندما يشاء الله ذلك - وساعتها أدعو الله أن أصبح لك صاحبا احكي لك عن نفسي وتحكي لي عن نفسك ولو نجحت أن أكون صديقا لك سأشعر أني ملكت كنزا عظيما .

فإلي أن ألقاك أدعوا الله إن يحفظك بحفظه وأُُذكرك حديث رسول الله – صلي الله عليه وسلم – " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك "

والسلام

أبوك

19/4/2007

صراحة عندما قرأت هذا الخطاب مجددا تأكد يقينا إننا – معشر الشباب – أحوج ما يكون إلي تلك الكلمات .

لذا قررت نشر تلك الرسالة لعل الفائدة تعم علينا جميعا .

جزاكم الله خيرا



الاثنين، أكتوبر 13، 2008

عفوا سيدي الرئيس


رسالة خاصة من مواطن مصري إلي سيادة الرئيس

السيد الرئيس : محمد حسني مبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية

اعلم يا سيدي إن وقتك ليس ملكا لك , وان هموم بلادك تشغل كل تفكيرك , بل وتعتبرها همومك أنت .

وأن هناك من هم يتهمونك بأنك ظالم ولا تهتم إلا بمصالحك أنت . وليس مصالح هذا البلد .

وأنا متأكد أنهم أعداء النجاح . !

ولكن الشعب المصري يستعجب من بعض الأحداث التي كانت – ومازالت - تحدث في عهدك .

فلماذا مثلا عم الغلاء أرجاء البلاد كأنه وباء ؟

بالطبع أنت غير مسئول عن هذا , بل تسعي لتغيير هذا الوضع وأن الغلاء الآن ظاهرة عالمية وليس في مصر فقط .

سيدي : سمعنا كثيراً عن التعذيب في المعتقلات المصرية والكوارث التي تحدث هنا وهناك ( من عماد الكبير وصولا إلي مأساة حمادة عبد اللطيف ) .

هل ترضي أن يحدث هذا في عهد سيادتك ؟!

أقصد هل ترضي أن يحدث هذا في بلد يحكمها رئيس عادل مثلك ؟!

سيدي الرئيس :- لماذا الفشل دائما يصاحب التعليم والصناعة والزراعة ........ الخ ؟!

هل هذا خطأنا نحن ولا نفهم استراتيجية البلاد , أم أن ...............

عفوا سيدي لا يجب أن اشكك في نزاهتك المعهودة وحكمتك الا متناهية

سيدي الزعيم :- لماذا عمت الأوبئة والأمراض أرجاء البلاد من سرطان وأمراض الكبد والفشل الكلوي ............الخ ؟

يقولون أن هذا بسبب الماء الملوث والطعام الفاسد , ولكن يا سيدي فمن المؤكد أن هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالي

أو وسيلة لتكفير ذنوبنا .

سيدي القائد :- لماذا يعتقل أي سياسي أو صاحب رأي يشعر أن واجب وطنه عليه أن يصرخ معلنا ً رفضه للواقع الخطأ وبعد ذلك نجده في سجون العادلي بعد اعتقاله - بقانون الطوارئ - بتهمة هو منها براء . أليس هذا ظلم يا سيدي ؟!

بل وما زاد علي ذلك انتهاك حرمة قانون الطوارئ نفسه عندما تحول م / خيرت الشاطر ورفاقه إلي المحاكم العسكرية مع أنهم ليسوا إرهابيون ولا قتله مع أن هناك من قتل أهلنا في عبارة السلام 98 ولم يحول إلي المحاكم العسكرية , بل والادهي حصوله علي البراءة . !

سيدي الزعيم القائد :- لدي سؤال اختم به رسالتي

هل تعرف حقا ما يحدث في هذا الوطن المنكوب أم لا ؟!

إذا كان الرد بالإيجاب فهذا يؤكد صحة ما يقال عن انك ظالم وجاحد وتصبح صورتك هي صورة الفرعون بالنسبة لنا .

أما إذا كانت الإجابة بالسلب فهذا – بالرغم من انه يعفيك نسبيا من المسؤولية – يؤكد انك لا تصلح لهذا المنصب ولا بد من أن يحكمنا من هو أفضل منك .

سيدي إننا كمصريين لا نريد أكثر من أن نحيا حياة كريمة , لا نريد الحياة في الفقر ولا نود أن نحيا حياة قارون !

إننا نود ببساطة أن نحيا كبشر في بلدنا ولا نعامل اقل من الحيوانات ( ولا مؤاخذة يعني ) .

سيدي الآن وصلت إلي ختام رسالتي إليك وأودعك الآن لأني اشعر أن هناك يد ثقيلة توضع علي كتفي ويصيح صاحبها قائلا :- " انت ياض يا بن ............. عايز تبعت للرسالة للريس هو فاضي ليك يا بن ............... "

أدام الله لك الصحة والعافية

وأدام الله لك كرسي الرئاسة

التوقيع :- مواطن مصري

الخميس، أكتوبر 09، 2008

إضاعة ورقة حماس


لقد ارسل لي احد اصدقائي مقالا رائعا للاستاذ الفاضل رفيق حبيب لذا اردت ان انقله لكم

بقلم د. رفيق حبيب

يبدو موقف السياسة الخارجية المصرية، في صورة من فقد القدرة علي الحركة والمناورة، ومن فقد الدور والوضع والتأثير. وفي إقليم مليء بالأحداث المتغيرة والمتتالية، ومليء بالصراعات والمواجهات، يفترض أن يكون لكل دولة دورها بحسب حجمها وموقعها وطبيعتها. ولكن هذا لا يحدث بالنسبة للنظام المصري، وبالتالي نجد مصر الدولة ونظام الحكم غائبة، أكثر من كونها حاضرة، ذاك الغياب الذي جعل الإقليم يتحرك في اتجاهات متغيرة، لا دور لمصر فيها،

ولا مكان لها بها. ولكن دور مصر التاريخي المحوري، يفترض لها موقعًا مختلفًا. فهي تكاد تكون في قلب الأحداث، وفي خط المواجهة مع كل المشكلات. كما أنها تتأثر بكل ما يجري حولها، لأنها في قلب الإقليم العربي الإسلامي. ومستقبل مصر مرتبط بكل ما يحدث حولها، وفي محيطها العربي الإسلامي، كما أن مستقبل مصر يرتبط أساسًا بالمواجهات الأساسية التي تحدث في المنطقة، خاصة المواجهة العربية الإسلامية مع المشاريع الأمريكية الإسرائيلية.

صحيح أن النظام المصري متحالف مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة ومرتبط به ارتباطًا شديدًا، ولكن هذا ليس تفسيرًا كافيًا لما يحدث من النظام المصري في سياسته الخارجية. لأن ارتباط النظام المصري بتحالف مع الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لا يفرض عليه أن يكون بلا دور أو تأثير، بل يفرض عليه في الواقع أن يكون له دور إيجابي في اتجاه تحقيق السياسة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، بما يعني أن يكون للنظام المصري دور في حل المشكلات والصراعات الحادثة في مختلف بلاد المنطقة، والتي تهدد الاستقرار بصورة تضر بكل الأطراف. والأطراف الأخرى المتحالفة مع الحلف الأمريكي، تقوم بأدوار أكبر مما تقوم به مصر، وقطر مثال علي ذلك، وأيضًا تركيا، والتي يمثل الدعم الأمريكي لها حماية لحزب العدالة والتنمية في مواجهة خصومه. ولا يفهم في الواقع، أن يكون التحالف مع طرف يعني التأييد الكامل لكل ما يفعله، والموافقة علي كل خططه وسياساته، ولا توجد تبعية كاملة بهذا الشكل. كما أن التأييد لمشروع التسوية الأمريكي الإسرائيلي، يعني القدرة علي القيام بدور فاعل من أجل تمرير هذا المشروع. ولكن النظام المصري لم يعد قادرًا علي القيام بأي دور، ويبدو أنه أصيب بحالة شلل كامل في السياسة الخارجية، تتوافق مع حالة شلل كامل في السياسة الداخلية، لدرجة فتحت الباب واسعًا أمام قوي إقليمية أخري لتقوم بأدوار متميزة ومؤثرة، ومنها القوي المناوئة للمشروع الأمريكي ومنا أيضًا القوي المؤيدة له. ورأينا في السنوات والشهور الماضية، كيف يتعاظم الدور التركي والإيراني والسوري والقطري في المنطقة، بدون ظهور الدور المصري، وأيضًا مع تراجع في الدور الأردني، وبدرجة ما تراجع في الدور السعودي. وتلك صورة في الواقع، تؤكد حدوث نوع من إحلال القوي في المنطقة، يجعل القوي الأكثر تأثيرًا تتراجع لصالح قوي جديدة، تقوم بأدوار تكون أحيانًا أكبر من حجمها، وأحيانا أخري تكون مفاجئة.

ورغم هذه الحالة المتراجعة للدور المصري، إلا أن مصر أمامها فرصة غير متاحة للأطراف الأخرى، فهي مازالت دولة من الدول المحيطة بإسرائيل، والتي تمثل قلب مشكلات العالم، ولها حدود مع فلسطين المحتلة. وبجانب كل هذا، نجد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي ترتبط بحدود مع قطاع غزة، والذي تحده مصر من الغرب، وقوات الاحتلال الإسرائيلي من الشرق. وقطاع غزة تحول بفعل العديد من العوامل إلي مركز فعلي ورمزي للعديد من الصراعات، سواء بين الفصائل الفلسطينية أو بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي. وبعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية في عام 2006، تحول قطاع غزة إلي بؤرة المواجهة بين إسرائيل وحركة حماس، خاصة بسبب انسحاب إسرائيل منه، ذلك الانسحاب الذي سمي أحادي الجانب. وأصبح قطاع غزة مركزًا للمقاومة الفلسطينية، خاصة من قبل حركة حماس والجهاد الإسلامي. وعندما بدأت خطة تصفية حركة حماس وكوادرها العسكرية، واضطرت الحركة لحسم الوضع في قطاع عزة عسكريًا، وبهذا سيطرت الحكومة الشرعية علي القطاع، واستطاعت مواجهة القوي الأمنية التي تآمرت عليها، أصبحت حركة حماس هي المسيطرة فعليًا علي قطاع، بوصفها الحكومة المنتخبة، وبحكم الأمر الواقع معًا. وهنا ظهرت العديد من المحاور، منها الخلاف عن دورها السياسي، وتسليم القطاع لرئاسة السلطة الوطنية. وأضيف لهذا، العمل العسكري النوعي الذي قامت به حركة حماس، وأدي إلي أسر الجندي الإسرائيلي، مما فتح ملفًا جديدًا بين إسرائيل وحركة حماس. ثم بدأت سلسلة المواجهات العسكرية، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس وحركات المقاومة الأخرى، والتي تمثلت في عمليات اجتياح للقطاع من قبل إسرائيل، وإطلاق الصواريخ محلية الصنع من قبل حركة حماس وحركات المقاومة. وظهر هنا ملف جديد، وهو ملف التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، بجانب ملف الجندي الأسير، وملف التوافق بين الفصائل الفلسطينية، خاصة حركتي فتح وحماس.
الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وأيضًا الحصار الإسرائيلي الظالم لقطاع غزة، والذي يراد منه الضغط علي حركة حماس للتنازل
في هذه الأجواء، نجد أن حركة حماس تصر علي الدور المحوري لمصر، وتسلمها جميع الملفات، وتطلب منها التوسط بين الفصائل الفلسطينية، كما تسلمها ملف الجندي الأسير، وتجعلها المفاوض الرئيسي في هذا الملف، بجانب ملف التهدئة وفك الحصار علي قطاع غزة. ومصر تملك في يدها مفتاحًا مهمًا، وهو معبر رفح، وبيدها أن تفتح المعبر أو تغلقه، وبهذا تملك مصر ورقة إضافية تستطيع بها تحويل مجري المفاوضات، أو الضغط علي هذا الطرف أو ذاك. ولكن موقف النظام المصري في هذه الملفات جميعًا يدعو للحيرة، فهو ليس فقط موقفًا منحازًا للطرف الإسرائيلي، ولمواقف الإدارة الأمريكية، ولكنه موقف منحاز أيضًا لطرف فلسطيني وهو حركة فتح ضد طرف آخر، وهو حركة حماس. ويضاف لهذا، أن النظام المصري أصبح يمارس ضغطًا علي حركة حماس، وعلي سكان قطاع غزة، ويشترك فعلاً في حصار قطاع غزة، بما جعله شريكًا أساسيًا لما يحدث من حصار لقطاع غزة. وهكذا لم يعد الطرف المصري محايدًا أو موضوعيًا أو حكمًا، بل أصبح طرفًا في الصراع، ولم يستطع تحقيق أي إنجاز علي مستوي ملف التهدئة والحصار، أو ملف الجندي الأسير، أو ملف الخلاف الفلسطيني. والغريب أن حركة حماس وبعد هذا التعنت المصري، تعرف أن دور مصر البلد والشعب والتاريخ، محوري وأساسي، ومازالت تعطي مصر الدور الرئيسي في كل هذه الملفات، وهذا ليس خوفًا من النظام المصري، فهو لن يقتحم قطاع عزة، ولن يفعل أكثر مما يحدث الآن، وهو المشاركة في حصار القطاع.

تلك الصورة تؤكد أن الأمر يتجاوز مسألة دخول النظام المصري في الحلف الأمريكي الإسرائيلي، فهو لم يعد قادرًا علي تحقيق المصالح الأساسية لنفسه، والتي تتمثل في أهمية قيام مصر بدور قيادي في المنطقة لحماية مصالحها العليا. كما أن النظام المصري بهذه الصورة المتراجعة، لم يعد مفيدًا أو مهمًا لأمريكا أو إسرائيل، وهناك دول أخري سوف تصبح أكثر أهمية. وهذا ما يضع علامة استفهام علي موقف النظام المصري، والذي لم يعد قادرًا علي تحقيق توازن بين علاقته بأمريكا وإسرائيل وبين مصالح مصر العليا، ولا أن يقيم توازنًا بين التوافق مع سياسة أمريكا في المنطقة، والقيام بدور مركزي يعزز موقف مصر وأمنها في محيطها. والغالب أن ما حدث للنظام المصري، أنه استهلك في علمية التسوية والتحالف مع النظام الأمريكي، حتى أصبح وجهًا مكشوفًا أو محروقًا، ولم يعد يمثل واجهة مناسبة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي، وبهذا انتهي دوره وأصبح التخلص منه مسألة وقت، واتجه الحلف الأمريكي للبحث عن وجوه جديدة، قادرة علي المناورة. ويبدو أن النظام المصري يدرك أنه لم يعد الجواد الرابح لأمريكا، وأنه أصبح مثل خيل الحكومة التي تعدم بعد انتهاء دورها. ولهذا نجد النظام يتقلص ويتراجع تلقائيًا، ويقلل دوره ويتوارى، وكأنه يخشى لحظة خلاص السيد الأمريكي منه.