الجمعة، يوليو 31، 2009

بأيدينا لا بيد الغد

 





طالعتني رسالة على الإيميل لمقطع فيديو أو فيلم تسجيلي صنعته أمريكا للتحذير من الغزو الإسلامي لدول العالم حيث أن التركيبة السكانية للعالم سوف تتغير قريبا حتى يصبح العالم كله دولا إسلامية ، وأثناء مشاهدتي للعرض إذ بحديث لرئيس الجماهيرية الليبية معمر القذافي يقول فيه : هناك دلائل على أن الله سيهب المسلمين النصر في أوربا بدون سيوف بدون بنادق بدون غزو ..
وهنا لي تعقيب صغير..
فمهما توصل العالم من أبحاث ودراسات فلن يثبت لي غير ما أثبته القرآن من ذي قبل حيث أن الإسلام لن يمكن في الأرض هكذا دون جهد يذكر .. وإلا فما فضل أبنائنا في التمكين للإسلام وفي عودة حكم الإسلام للعالم أجمع ..
لابد من سيوف ومن بنادق ومن غزو حتى تعود الأمة لسابق أوجها وقوتها ..
النصر سيأتي سيأتي لا محالة ..
ولكن ليس بالتراخي والكسل وإنما بالعمل الدؤوب ..
قال الله تعالي :-" وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
إنها سنة إلهية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ، لن ننتصر إلا بأيدينا وبأنفسنا .. لن يأتي النصر لنا على طبق من ذهب .. بل سنحصل عليه من فم الأسد ..
فليكتبوا ما يكتبوا ولكن لا يهمنا ما كُتب ..فكل هذا سوف يقابل بالتضييق والعنف من قبل أعداء الأمة حتى ينفض المسلمون عنهم غبار الكسل ويتحركون ليجددوا للأمة شبابها وليعيدوا مجدها ..
ومن يرى غير هذا فهو يود الكسل والتراخي يسعد بأن يحصد قبل أن يزرع أو من دون أن يزرع أصلا ..
لابد أن نفهم حقيقة ثابتة قالها الله تعالى في كتابه الكريم :- " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
فلا مجال للنصر إلا بنصر الله ..





الفيلم  الأمريكي ..

الاثنين، يوليو 27، 2009

أحزان


 
الحزن ، تلك السمة المميزة للعديد من المدونين الذين عرفتهم ، فمنهم من عشقه والآخر تغنى به .
شعروا بأن الدنيا ضاقت بهم فلجأوا إلى الحزن ، بكت عيونهم وقبلها انتحبت قلوبهم ، منهم من فقد الأمل في الحياة فتجمعت عنده كل مآسي الحياة ، نظر إلى الكوب فلم يرى إلا نصفه الفارغ ..
إلى هؤلاء وغيرهم اكتب اليوم .
الحزن ليس أمرا مكروها ، فكثيرا ما نشعر بالحزن ، عندما نفقد صديقا عزيزا ، أو عندما يموت شخص نحبه كثيرا ، أي أنه أمر عارض وليس منهج حياة ..
*******
مررت بأحداث هي الأصعب في حياتي ، فمرض والدي ، وبالرغم من أن الأمر لم يكن خطيرا جدا ، إلا أن رؤية أبي طريح الفراش والأسلاك تحيط به أمر عسير على نفسي ، ولم تتوقف الأمور على هذا فقط ؛ بل اكتشفت أن هناك شخص هو مصدر الكذب والخبث والمكر الذي في الدنيا ، كان يبتسم في وجهي وهو يحمل في قلبه طنينا من الكره لي ، وقرر طعني في صدري ، أظهر لي حبا حتى وثقت به فقتل بداخلي معاني الحب والاحترام ..
قررت أن احزن واعتزل التدوين والعالم ، وأتفرغ للبكاء ، ولكن أبت عيني أن تبكي ومن قلبها امتنع قلبي ..
هذا لأن والدي قد علمني ما هو الحزن ؟ ، فهو الموت البطيء ، قاتل السعادة وسفاح الحياة ، إنه طريق اليأس والفشل ، طريق الهم والألم ..
الحزن يجعل عينيك لا ترى النور ، فهي دائما تجلس في الظلام وحتى وإن أضاء النور تشيح وجهها بعيدا حتى لا تراه ..
الحزن إذا ملا القلب فلن يوجد مكان للحب ..
اعلم أنه قد يظن البعض أن حداثة سني تجعلني أقول هكذا ، فمصائب الحياة عندي قليلة لا تجعلني أشعر بالحزن ، ولكن من يبحث عن الحزن يجده ، فيختلق من فرحه ألمه ..
وإذا لم يكن كلامي ذا قيمة فما رأيكم بقول الله تبارك وتعالى :-" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " فاليأس يأتي عندما يفيض قلبك بالحزن ..
ولا ننسى رد المصطفى – صلى الله عليه وسلم – على سيدنا أبوبكر الصديق – رضي الله عنه – وهما في الغار إذ قال له :-" لا تحزن إن الله معنا " كما أنه جعل الابتسامة صدقة فقال :-" تبسمك في وجه أخيك صدقة " .
فعلام الحزن ؟؟
أخي الكريم ..
إن الله قد وهب لنا الحياة ، لنعيش فيها أعواما وأعوام ..
ولا أحد يعلم كم من الوقت سيعيش ..
فإذا عاش طيلة حياته  في حزن وألم سيموت في الميعاد الذي حدده الله له ، وإذا عاش في حزن وألم سيموت أيضا في الميعاد الذي حدده الله له ..
لذا ما السبب للحزن ؟؟ .
اجعل الحزن شيء هامشي في حياتك ، تشعر به في أوقاته .. وحتى لو اشتدت عليك الدنيا اعلم أنها ضاقت وضاقت وضاقت فلما استحكمت حلقاتها انفرجت بأمر الله .
اخلق من الألم أملا جديدا واجعل هذه حياتك ..
اعلم أن البسمة تنير الدرب وتيسر الصعاب ..
مهما إن بدت الأمور معقدة فالحل موجود ، باللجوء إلا الله ..
النبي – صلى الله عليه وسلم –  لم يعرف الحزن قط إلا عندما فارقته زوجته وعمه أما باقي حياته فلم يشعر بالهم ولا بالكمد وعندما ضاقت الدنيا في الطائف لجأ إلى المولى ليعينه على نوائب الحياة ..
أحبائي .. أتمنى أن نجعل الحزن يهرب منّا إذا سرنا في طريق ..
اجبر الحياة على أن تبسم لك بأن تبتسم في وجهها ..
ــــــــــــــــــــــ
أشياء تدعم تدوينتي :
1.    كتاب لا تحزن للدكتور عائض القرني  حمل من هنا
2.    أنشودة كن جميلا وابتسم للمبدع يحيي حوى  حمل من هنا

الخميس، يوليو 23، 2009

عاد قلبي ينبض

 
عادت البسمة تشرق وجهي ، عاد القلم يمسح دمعي ، عاد النور يضيء في صدري 
حياتي في الجزيرة علمتني كيف تكون حياتي 
أردت أن أكون وحيدا ، فاكتشفت أن الوحدة تحيا معي

هناك من فسر سبب غيابي بتفسيراته

منهم من ظن أني أتلاعب بكم ، والكثيرون اتهموني (بالخيابة) 
وهناك من فهم الأسباب وطلب مني البعد حتى أفيق لنفسي ..
وهناك من ظن أن هناك شخص ما هو السبب الرئيسي ليجعلني أعزف عن البشر مع أن الحقيقة أنني – وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها تدوينتي هذه – اشعر بالسخط على شخص ما أكثر من أي يوم آخر وكنت وأنا اعلن نهاية حياتي التدوينة أعشقه كثيرا ..
قمت بحذف المدونة وما هي إلا دقائق وألح عليّ قلمي لأعيدها مرة أخرى ..
المهم ..
فإن سبب غيابي ..
كان لهو دواعي نفسية وخاصة بعد تعب أبي الغالي وإجرائه لعملية جراحية بسيطة أما الآن فقد عاد والدي للبيت مرة أخرى بعد تجاوزه لمرحلة النقاهة ..وتحسنت حالتي النفسية كثيرا


أشكر كل من أهتم وسأل عني في غيابي ..
وأشكر كل من تمنى عودتي ...
أشكركم جميعا ..
إخواني الأعزاء ..

الجمعة، يوليو 17، 2009

هكذا الدنيا





هكذا الدنيا ..
كما أن لها بداية حتما ستنتهي ..
وقد لاحت من بعيد رايات النهاية ..
ووصل القطار إلى محطتي ..
لقد فقدت بريق الحياة حينما تركت حياتي ..
حياتي التي عشقتها أكثر من عشقي لأي شيء ..
حياة العزلة .
الحياة التي لا تشعر إلا بنفسك .. ربما تكون هذه أنانية أو حق مشروع
لذا فأقول لكم :
وداعا
لقد قررت مع قلمي أن أغادر عالم التدوين ..
ابتعد تمام لأجالس نفسي ..
أكون فيها مع وحدتي حيا ..
حتى شيطاني رحب بالفكرة ولكنه طلب منى حذف المدونة ولكني رفضت ..
فلربما أعود ..
سوف أغيب ..
لا أعرف كم من الوقت ؟ .. ربما أسبوعا فقط وربما أعواما وأعوام ..
لقد افتقدت نفسي والآن أعود لأصالحها واعتزل العالم وأكون لها فقط ..
الحياة مع البشر أصبحت صعبة جدا بل وغير ممكنة ..
ما أجمل الوحدة والعزلة ..
أحلامي الآن أن أعيش في جزيرة بعيدة حتى لا أرى البشر مطلقا ..
لا  أخفي عليكم ..
سوف أشتاق لكم كثيرا ..
ولكن
هكذا الدنيا

الثلاثاء، يوليو 14، 2009

فلسفة النقد





بعد معاتبة القلم لي ، جلست أعض أصابع الندم كما يفعل الظالم ، فمع قسوة أسلوب القلم إلا أنه لم يخطئ كثيرا .. فما قاله انعكاس لأمر واقعي ..
وعندما تذكرته بحثت عنه لأتحدث معه قليلا ، فقلبي يرتاح كثيرا عندما أتحدث مع قلمي ، وكما يقولون " القط يحب خانقه " !!
بحثت عنه في أرجاء الغرفة فلم أجده حتى لمحت شبحه يخرج من الشرفة فاتجهت نحوه وأنا أنادي :- " أيها القلم مالك تجلس وحيدا هكذا ؟ " لم يحر جوابا ، فدنوت منه وكررت سؤالي :- " أيها القلم ما بك ؟ "  نظر إليّ بعين دامعة دون أن ينبت ببنت شفه ، فدنوت منه أكثر ونظرت إلى وجهه وقلت له :- " ما لك حزين هكذا ؟ "
مسح دموعه وقال :-" أنت سبب حزني " سألته مستنكرا :-" أنا !! " تابع وكأنه لم يسمعني :- " أنت ومعشر المدونين " انعقد حاجبيّ وقلت له :- " المدونون !! لماذا ؟" أجابني :- بعد النقد اللاذع الذي وجهته إليك في حوارنا السابق والذي نشرته في مدونتك ، إذ بالمدونون يطلبون منك كسري أو رميي وإحلال آخر مكاني " حاولت أن أمنع ضحكة كادت أن تنفلت مني وقلت له :- " هذا ما يزعجك إنها مجرد دعابة " تجاهل ردي وهو يشيح بوجهه وقال :-" وأنت لم ترد لي اعتباري " لم استطع أن أتمالك نفسي فضحكت بصوت عال وقلت له :- " اعتذر منك أيها القلم وسوف أحذر المدونين حتى لا يستهتروا بك مطلقا " نظر إليّ نظرة عتاب وقال :- " هل تراني طفلا مدللا حتى تضحك عليه بتلك العبارات ، عموما أنا حزين بسبب النظرة المغلوطة للنقد فلماذا لا يتقبل الجميع النقد بصدر رحب ، لماذا لا يرى الآخرون أخطائهم ويحبون أن يقفوا في موضع الناقد ، فقد فقدنا الرؤية لعيوبنا ونرى فقط عيوب الآخرين ، أنا أوجه لك النقد لأني أنا أنت وأعلم أنك لن تنتقدني لأني الجزء المضيء في حياتك وإذا رأين النور فأين الظلام ؟ " ابتسمت وقلت له :- " وأنا مثلك تمام لا أحب عمل الناقد مطلقا ، وأرى أن من يرد أن يكون ناقدا عليه أن يكون الأفضل في المجال الذي ينتقد فيه حتى لا يكون محل نقد هو الآخر ، وهذا شبه مستحيل فأنت تعلم أن الكمال لله وحده ، ولكن مشكلتنا أننا نعشق الحديث عن عيوب الآخرين ولا نريد من الآخرين أن يتكلموا عن عيوبنا " ابتسم وقال :- " لذا فأنا أطلب منك أن تسعى لرؤية عيوبك وتتقبل النقد من الآخرين ، وأن لا توجه اللوم على أحد بل وجه اللوم عليك فقط " قلت له :- " ولكن هناك نقد هدام " أجابني :- " من ينقد نقد هدام فهو حاقد حاسد جاحد ، وتجده لا يرى إلا عيوبك ولا ينظر إلى ميزاتك مطلقا " احتضنته وأنا أقول :- " أصبت يا صاح " ثم استطردت :- " وهون على نفسك فكما قلت أني لا يمكن أن أحيا بدونك ولكنك تستطيع الحياة بدوني " ثم تثاءبت وقلت له :- " والآن أتركك لأخلد للنوم فرمشي الأعلى يسعى لملاصقة الرمش الأسفل "   

الجمعة، يوليو 10، 2009

وذبحني القلم





أتى الليل ، وبمجيئه بدأت حياتي التي أعشقها ..

جلست على جسر النيل أتأمل هذا المنظر الرائع .. أمواج النهر التي تتمايل ابتهاجا بانعكاس ضوء القمر عليها مما يعطي منظرا تعجز الأقلام عن رسم مثيلتها .

وبينما أنا اسرح في نسج الطبيعة سمعت صوتا ينبعث من جيب قميصي يقول :- " دعك من موجه التفكير تلك" ابتسمت والتفتت إلى صاحب الصوت وقلت له :- "وها يحيا البشر بدون تفكير أيها القلم الهمام " تعلق بجيب القميص وهو يتطلع إلى نفس المشهد الذي رأيته وقال :-" لا تنسى أن حديثي معك مجرد نسج من الخيال وليس له علاقة بالواقعية" أجبته في امتعاض :-"ربما لأني أعشق الحياة في بحر الخيال " .

استنشقت عبير الهواء وتجاهلت وجود القلم تمام ورحت أوسع دائرة تخيلي حتى ظننت أن النهر يود لو أنه استطاع أن يحكي معي ويروي لي أخباره .

ومرة أخرى أسقط القلم خنجرا مسموما في صدري ويحمل مئات الطعنات وهو يقول :- " هل تعلم ؟ أنا لا أفتخر بك !!" قالها ببساطة وهدوء وسقطت علي كالصاعقة وأنا أقول له :-" ماذا تقول ؟" كرر بنفس ألامبالاة :- " لا أفتخر بك " ازدرت لعابي و قلت له :- " لا تفتخر بي .. مع أن هناك من هم يفخـ...." قاطعني بابتسامة ساخرة وقال :- "ومن هؤلاء ؟ إنهم أناس لا يربطك بينهم إلا علاقة عبر الانترنت وحتى من يقل لك هذا من الوسط المحيط لا يعرف طيات نفسك ، أنت إنسان عاجز في صورة ملاك ، ظننت أنك ملك الكون لأن البشر امتدحوك ، مع أنك شبح مبدع ، أنت تظن نفسك على صواب مع أن الحق أنك من الأضلين أعمالا ، فقد ظننت نفسك تحسن صنعا وأنت مازالت مجرد صانع للشرر " كانت عباراته هذه طعنات تتوغل في أحشاء صدري ولكني عاندته وقلت له :- " ولكني موقن بأني كاتب متميز ولدي مستقبل باهر ينتظرني لولا المُحبِّطون أمثالك ، الحاقدون .... " عاد يقاطعني بضحكة عالية وهو يقول :- " أنا لا أحقد عليك أيها الزميل فأنا وأنت وجهان لعملة واحدة ، مع أنك لا يمكن أن تحيا بدوني وأنا أستطيع الحياة بدونك " صرخت في وجهه وقلت له :- " من المغرور إذن أيها القلم " أجابني :- إنه ليس غرور ، بل تقرير واقع ، ولسوف أكرر كلامي أنا لا أفتخر بك " انتزعني بريق الصدمة من عنادي فقلت له في يأس :- " وما العمل حتى أنول فخر سيادتكم " أجابني :- سلني على الحق أيها البطل ولا تهتم بمدح الآخرين وكون تدوينتك أجاب الرئيس أفضل تدوينة ، ولكن انظر إلى طريقك وسر على بركة الله وساعتها قد أرضى عنك " أسبلت جفنيّ وقد فقهت للحقيقة التي كشفها لي وتألمت وأنا أقول :- " أصبت أنا لست أهلا للفخر " ..

وسقطت صريعا بجوار القلم .

الجمعة، يوليو 03، 2009

الطريق


 
كنت أسير في الطريق .. طريق كله خضرة وجمال ، ابتسامتي لا تفارقني والسعادة تغمرني .. الجميع حولي مسرور وسعيد لا تشعر قلوبهم بالحزن أبدا
وفجأة ..
انطفأ النور وأظلم المكان ، خفق قلبي بشدة وشعرت بخوف عارم ، بالرغم من عشقي للظلام ولكن هذه كانت ظلمة ..
ظللت أسير في الطريق وأنا لا أحمل في يدي مشعل لينيره ، أشعر بأن الناس من حولي يموجون بالحزن واليأس
ثمة حركة غير طبيعية في الطريق ، لا أعرف ماذا يحدث بالضبط ؟ ولكن الجميع يهرب ويجري في كل مكان
صوت صراخ في كل منطقة ، البعض بدأ يشعر بالعذاب ومع ارتفاع صوت صراخهم وأنينهم يرتفع معه صوت ضحكات وأفراح من البعض الآخر ..
وكأن هناك من يعذب ويتلذذ بهذا الأمر
لم يمنعني هذا عن مواصلة المسير ولم يقلقني أي شيء ، شعرت بشخص يمر بجواري وفجأة انقض عليه شخص آخر وطعنه حتى أرداه قتيلا ..
هرعت بعيدا وأسرعت ابتعد عن المكان ، وأنا اركض لمحت بصيص ضوء قادم من بعيد ، عادت البسمة تغمرني من جديد وأنا أناهض للوصول إلى بقعة الضوء ..
وإذ برجال يمنعوني من المواصلة ويقفون في طريقي حائلا بيني وبين الضوء ، بدأ اليأس يدب في قلبي وشعرت باستحالة الوصول ..
فجأة التقط أنفي رائحة اختال لي أنها رائحة بنزين ، نعم إنها رائحة بنزين تملأ جنبات الطريق ، ظللت أفتش في جيبي حتى وجدته أخيرا ، عود ثقاب ، لم يمنعني خوفي من أن أشعل هذا العود والتفت حولي لأجد الملايين يشعلون هذا العود معي ..
ابتسمت وابتسموا معي وفي آن واحد القينا الأعواد على صفائح البنزين المتناثرة هنا وهناك ..
واشتعل البنزين واشتعل الطريق معه ، وسقط كل المحبطون صرعى وأضاء ضوء وهاج أنا جنبات الطريق ...
وظلت بقعة الضوء تكبر وتكبر حتى غمر الضوء كل المنطقة ...
وعاد الطريق يضيء