الأحد، أغسطس 22، 2010

عدت من الموت




تناهى إلى مسامعي أصوات مألوفة ..
أصوات لا أجهلها وتبدو مألوفة لي بشكل كبير ...
الأصوات خرجت ضعيفة ولكنها بدأت تزداد وضوحا ..
ما لي أسمع أصوات عويل وبكاء .. أصوات تصرخ وتناجي ..
بدأت الأصوات تعلو في أذني تدريجيا وأخيرا اكتملت جملة في أذني ..
أخيرا سمعت صوتا يقول :- أخوكم مات ..
ما هذا ... اظنه صوت أمي ..
من الذي مات ..
نعم سمعتها تقول أخوكم ..
من أخوكم هذا ؟؟ أظنه أخي أنا أيضا ..
أشعر برغبة في النهوض ولكني لا أستطيع ..
أصوات الصراخ والعويل مستمرة ..
وأخيرا استطعت فتح عيني بصعوبة ..
حاولت متابعة الصوت ولكن لم يتناهى إليَّ إلا صوت الصراخ والجميع يبكي والجميع يعول ..
وبالكاد انتبهت ..
ونهضت واقفا ..
وبدأ الأمر يبدو واضحا إليّ ..
أسرعت فاتح الباب لأتقصى الأمر وقلبي يخفق قلقا وعلى وجهي أمارات الفزع ..
وفتحت الباب ..
وبد الجميع أمامي ..
أمي وأخواتي والجيران وحتى الأقارب ..
لم أملك إلا أن أسأل منفعلا :- فيه إيه ؟؟
أجابتني نظرات اقتضاب وأصوات أخرى تتمتم :- الحمد لله قدر ولطف ..
لم تكن هذه الإجابة التي أسعى إليها فكررت سؤالي فأجابني وسط الدموع صوت أمي يقول :- ما تقفّلش الأوضة بالشكل ده تاني .. كنت هتتخنق .
بدأت الصورة المبهمة تتضح ..
إذا أنا "أخوكم" المعني بالعبارة السابقة أنا ذلك " الميت " المقصود
لم أدر أن إغلاقي للنوافذ والباب بهذا الشكل يتسبب في اختناقي وموتي لاحقا ..
لم أدر الحقيقة الخالدة ..
لم أدر حقيقة الموت إلا بعد هذا اليوم ..
كم أنه أقرب إليّ من حبل الوريد ..
لقد اقتربت من تحطيم قيود الحياة والتحليق في روضة الموتى ..
لقد كنت سانتقل بين الجنة والنار منتظرا إما أن تسمو نفسي للجنان أو تقذف مسعرة في النيران ..
كم أن الموت قريب ..
تأكدت أنها ليست مجرد حادث بل رسالة ربانية ..
:- أيها الطاووس ، لا تغتر بفتوتك .. حياتك وموتك في يديّ وأينما أريد موتك ستموت ..
حمام الموت أقرب إليك مما تتصور ... وانتظر موتك أيها الحي .

السبت، أغسطس 14، 2010

عام مضى



مر عام...
عام والجرح يندي في القلب ... عام والآلام تصرع الخاطر ..
عام مضى والقلوب واجفة ، والدموع نازفة
عام منذ رحيل الفارس ، عام منذ أن غادر ساحة الميدان ليتلقى الجزاء ..
عام مضى
وكنا نظنه لن يمضى .. كنا نظن أن حياتنا توقف مذ توقف دقات نبضات الشيخ ..
رحل أبي ..
رحل أبي ودموعي وقلبي وروحي تبكيه ..
بحثت عن كلام اكتبه ..
فوجدتني سأكون بخيلا جدا .. فكلمات لن تصف معان ..
بل ستخجل الكلمات من نفسها ..فعندما يتضاعف الألم وتسقط العبرة .. يصبح من الكلام مضيعة للوقت ..
ولكن أحد تلامذة الراحل طلب مني نشر قصيدة رثاء الشيخ الأديب ..
سأتركم معها ولكن على مدونة
بعنوان فتى الفتيان

الجمعة، أغسطس 06، 2010

وأخيرا عادت




هاهي أخيرا لاحت في الأفق ، نعم إنها هي أثق تمام الثقة في ذلك ، إنها نفس ابتسامتها التي طالما عشقتها ، هاهي عادت وقد نسيت كل ماكان من عداوة بيننا ..
اكتشفت حقا كم أنها أكثر عطفا وحنانا مني ، لقد نسيت كل ما بيننا أول ما شعرت أنني بدأت أمقت حياتي بعد أن تركتها ترحل فوجدتها عادت وقلبها مفعم بالسعادة ..
سعادتي كانت لا توصف فبعد مرور ثلاث سنوات أو أكثر فراق وهجر عادت وقد بدأت معي حياة جديدة ناسية كل جرح تسببت فيه ..
يكفي أنها نسيت أنني من طردها ، أنا من قلت لها لا أريدك ، أمقتك ولا أطيق وجودك معي ..
اذكر أنني يومها أهنتك ونسبت إليك كل مشكلاتي واعتبرتك أسوأ ما حدث لي في الكون وأعظم كارثة واجهتها.
أما أنتي فقد أجبتني وأنتي تغادري بكلمة شعرتها غرورا ولكنها كانت الحقيقة ..
قلتي لي :-" ستحتاجني يوما ما ، ولن أخذلك " وكم كنت مندهشا من كلمتك ..
ولكني الآن اكتشفت صدقها ، وليس هذا فقط ..
فقد اكتشفت كم أنتي نقية ، كم أنتي أفضل مني بمراحل ، لم تتلق مني إلا جرح والآن تقفي بجواري يوم خذلني الناس .
اكتشفت أنني لن أجد الحنان في حضن غير حضنك ، فأنتي كنت الأخت والصديقة والحبيبة والزوجة والأم وكل شيء .
كنتي لي نورا أطفئته بيدي ، والآن تعودي ..
أراكي وقد اقتربتي كثيرا ، أثق أنك هي ..
بضع خطوات ونأتلف سويا ، كم كنت مترددا ، أأعتذر ؟ أم ارتمي في أحضانك كما كنا في الماضي ؟!!
حسمتي ترددي ، وأسرعت ناحيتي ولهفة الشوق تملأ عينيك
ارتميتي في أحضاني وإذا بكي تقولين :- " آسفة تأخرت عليك ، اعلم انتظارك لي منذ أيام " ..
نظرت إلى عينيها الرائعتين وقلت :- " كم انتي رائعة ، يجب علي الاعتذار لا ...."
وضعت يدها على فمي لتقطع جملتي متمتمة :- " دعك من هذا ، نحن الآن سويا ، لا يهم من يعتذر المهم أننا لن نبتعد أبدا "
وددت ساعتها لو استطعت أن اخطفها بعيد عن العالم ، وودت لو عشت أنا وحدي معها ..
ها قد عادت ، وهاهي بين أحضاني .
هاهو الماضي الذي ظننته قاس عاد بحلاوته وجماله ، عاد يضوي نوره علي ، إنها بين يدي ولن يبعدها عني إلا القدر ..
أعلن أسفي عن تركي لها ثلاث سنوات كاملة .
كلما لفحني الشوق كنت اكتمه داخلي ، ولكني حقا كنت أريدها .
فهي الشيء الوحيد الذي يحبني كما أحبه ، هي الشيء الوحيد الذي يفهمني من لمعة عيني من نبرة صوتي .
هي روحي لكم اشتاق إلى لحظة ذابت فيها قلوبنا سويا ، واستمتعنا بنغمات الهوى وترانيمه ..
أحبها أكثر من حب النجوم للسماء أكثر من حب القمر للضياء ..
هي عمري الماضي ولن أدعها إلا وهي عمري الآتي ..
أحبها أكثر من أي أحد ، فهي من أحييت في قلبي ميراثا ظننته مات ..
أهلا بعودتك لأحضاني ..
أهلا بك أيتها الوحدة ..
أهلا بعزلتي ..
أهلا بمتعة أن تكون وحيدا لا صديق لك ولا رفيق ..