الخميس، فبراير 17، 2011

مش آسف ياريس



وأخيرا سقط مبارك .. واستطاعت مصر تنفس عبير الحرية .وأثبت الشعب أنه وإن أراد الحياة فحتما سيستجيب القدر ..
وعندما عمت الفرحة أجواء مصر .. وشعر الجميع أن مصر عادت للمصريين وأنها حقا بلدنا وليست بلاد آل مبارك ومن عاونوه ..
فوجت بأن هناك من لم يزل يقف في صف الرئيس السابق .. ويحزن لخروجه بهذا الشكل أو يحزن لتركه لسلطة أصلا ..
وله في ذلك أسباب عديدة .. وقررت هنا أن أرد على بعض هذه الأمور ومنها :-
1.    " ليس منا من لم يحترم كبيرنا .. ويرحم صغيرنا "
وأقول .. نعم نحن نحترم مبارك الرجل فقد كان إنسانا عسكريا فذا .. صارم لم نره يوما يدخن أو يشرب الخمر ، كما أنه رجل وقور ..
ولكن ما علاقة هذا بكونه رئيسا لمصر .. هل لابد للإمام في الصلاة أن يكون أكبرنا سنة .. مطلقا ولكن أن يكون الأحفظ لكتاب الله والأدرى بسنة مصطفاه والأعلم بشئون الفقه ..
إذا الأمر لا يتعلق بالسن ..
ونحن لم نسئ لمبارك بل هو من فعل .. فلو كان استمع لفلول الجماهير ولبى نداءهم منذ اليوم الأول لما كان حدث ما حدث .
هو من أهان نفسه بأن تقبل كل ما يحدث مع تشبث تام بالسلطة دون اعتبار للمعايير التي أرادها الشعب .
كما أنه لم يرحم الصغير .. ولم يأوي الشريد .. لم يعطف على أبناء مصر .. فكيف تطلبون له الرحمة .
2.    كفاية إن مصر عاشت في أمان منذ ثلاثين عاما
وهذا كلام له الكثير من الردود ..
أين هذا الأمان المزعوم ؟؟! .. هل الأمان ألا تدخل مصر حروبا طيلة تلك الفترة ؟؟
أم أنه نوع من افتقار للعزة والكرامة .. واتباع تام وذليل لأفكار إسرائيل وأمريكا ..
لقد صنع مبارك لإسرائيل ما فشل شارون في صنعه لهم .. أمدهم بالغاز الطبيعي والحديد لبناء الجدار العازل .. والأدهى بناء ذلك الجدار الفولاذي الذي يمنع أهل غزة من الالتجاء إلى مصر التي كانت حصن الإسلام فحولها مبارك إلى حصن صهيون .
كما أنه لا يوجد أمان حقيقي بالمعنى الدقيق للكلمة .
·       فمن منا يشعر بالأمان وهو يتناول وجبة ما .. فقد تكون مسرطنة .
·       من منا يجد الأمان وهو يشرب .. أليست الماء ملوثة .
·       من منا شعر بالأمان لمستقبله وأهله وعياله من بعده .
·       من منا يشعر بالأمان من ألا يحترق القطار الذي يركبه أو ينحرف عن القضبان
·       أين الأمان للفتيات اللاتي يشعرن بالقلق من كارثة التحرشات ؟
·       أين الأمان للأخوة الأقباط من تفجير لكنائسهم ؟
إن مبارك نجح في سحق معاني الأمان تماما .. فبعد أن كانت الحرب تقضي على فئة من المصريين .. نجح مبارك في القضاء على معنى الأمان في الأكل والشرب والمسكن .

3.    رمز من رموز مصر .. أليس خروجه هكذا هدرا لكرامته .
أيضا هو من هدر كرامته لأن رفض الانتباه لصحوة الشعب وثورته ..
ولكن قبل الحديث عن كرامة الرئيس .. أين هي كرامة المصري ؟؟!
المصريون في عهده كانوا يشعرون بالألم لمجرد كونهم مصريون .. كان الحلم الأغلى لكل شاب ترك أرض الوطن والرحيل إلى أي دولة حتى وإن كانت إسرائيل أكثر الدول كرها عند المصريين ، لقد سقطت الكرامة المصرية بالداخل والخارج ..
فما حدث لخالد سعيد أليس هدرا للكرامة ؟؟!
ما حدث لمروة الشربيني أليس هدرا للكرامة ؟؟!
في الداخل والخارج لا يوجد لمصري كرامة .. يرسف في قيود الاستعباد ويود لو هاجم أباه لأنه تسبب في وجوده على أرض مصر ..
تتحدثون عن كرامة الرئيس ونسيتم كرامة المصريين ..

4.    كفاية إنه حارب في أكتوبر 1973
حقا ما تقولون فهذه حسنة لابد من ذكرها .. ولكن هل أي إنسان شارك في صنع نصر لمصر يستحق أن يحكمها .
هل من الممكن أن اتشبث بالسلطة لمجرد أنني حاربت مع من حارب .. لو الأمر هكذا لتولى سلطة مصر من هم قادة من قواد الحرب أمثال الفريق سعد الشاذلي عليه رحمة الله ..
فهو محارب مقدام وعسكري متميز .. ولكن ليس رئيسا لمصر .

5.    ليس ذنب الرئيس إنما حاشيته السبب

إن كان هذا صدقا .. فهذا يعني أن مصر أكبر من أن يحكمها .. فلقد قال الفاروق عمر :- لو تعثرت بغله في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة لما لم تمهد لها الطريق يا عمر "
في هذا العمق من الزمن ويقول هكذا ابن الخطاب رضي الله عنه .. فما بالكم ونحن في عصر السماوات المفتوحة .. ومن أراد أن يعرف فسيعرف .
وإن كان لا يعرف فليجلس كمواطن مصري يتابع الأخبار..
وقد كتبت مقالا سابقا عن هذا الأمر .
وأخيرا ..
فهذه بعض من آراء بعض المصريين وخاصة هؤلاء المنظمون لوقفة رد الجميل يوم الجمعة القادم من صفحة أنا آسف ياريس ..
أرد لهم فقط أن أوضح وجهة نظري في أني " مش آسف ياريس " وسعيد ومبسوط من رحيلك ولو قدر لي أن أجعلك ترحل ثانية لفعلت .
كما اختم كلاميس بحديث رسول الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ ، وملك كذّاب ، وعائل مستكبر ) أخرجه مسلم
صفحة " مش آسف ياريس " على الفيس بوك .. أدعوكم للإنضمام
http://www.facebook.com/?ref=home

الأربعاء، فبراير 16، 2011

أمير مجدي حلم بالشهادة ونالها في التحرير


هذا ما كتبته جريدة الأهرام عن صديقي وأخي الشهيد أمير مجدي
****

إنه أحد شهداء موقعة البغال‏..‏ هذه الموقعة التي استعان فيها الحزب الوطني بأحط مافيه لقتل أنبل وأجمل وأطهر ما فينا‏..‏ ولكن الشهيد أمير مجدي ورفاقه الشهداء الأبرار تحولوا ـ رغم أنف كل انحطاط الحزب الوطني .
إلي أيقونة خالدة ستظل إلي الأبد أعظم مصادر إلهام الشعب المصري بالثورة علي الفساد والقمع واللصوصية‏..‏ لقد فارقنا أمير ورفاقه إلي جنات عرضها السموات والأرض‏..‏ بعد أن كنسوا مصر من القمامة الانسانية المحرمة‏..‏ وطهروا أرضها بدمائهم الذكية‏.‏
يقول مجدي عبده رفاعة الأحول والد الشهيد أمير أحد شهداء موقعة البغال‏:‏ أعمل بالمحارة وسافرت إلي المملكة العربية السعودية‏,‏ منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لمساعدة أولادي لأنني أعرف ظروف البلد‏,‏ وكنت خائف أن أولادي يتبهدلوا لأنهم هيتخرجوا في الجامعة وسيقفون في طابور البطالة الطويل وأنا قمت علي تربيتهم من عرق جيبني وكنت أريد إكمال المشوار حتي يظل أبنائي شرفاء خلال تلك السنوات كان ابني أمير يطالبني بالعودة خاصة بعدما أنهي دراسته الجامعية‏,‏ وقال لي ارجع يا أبي أنا بشتغل في إحدي الشركات الخاصة ولا أريدك أن تظل تشقي بعيدا عنا‏,‏ وطوال الوقت كنت أرفض العودة حتي استطيع أن أزوج الأبناء ولكن منذ شهر انزلقت قدماي من علي إحدي السقالات أثناء العمل فأصبت بكسر في ذراعي الأيسر والحوض و‏8‏ ضلوع ورجعت إلي بلدي قرية أبوعوالي أشمون محافظة المنوفية‏,‏ وقبل المظاهرات بيومين كنا نشاهد علي إحدي القنوات أحد الأفلام التسجيلية للمقاومة الفلسطينية ورأيته انفعل وبكي بشدة ثم قال نفسي أموت شهيد زي بتوع فلسطين‏.‏
يضيف الأب‏:‏ عندما جاء صباح اليوم‏,‏ الثاني وعندما كنا نتناول الفطور معا كما اعتدنا فوجئت بأمير يقول لي‏:‏ عاوز أروح القاهرة عشان أشارك في المظاهرات‏,‏ قلت له يا ابني أنا مكسور وتعبان خليك جنبي يا ابني دول وحوش هيكلوك‏.‏ ده نظام فاسد وظالم‏..‏ قال لي يا أبي مش انتي بس اللي مكسور‏,‏ الشعب كله مكسور ومجروح وربنا معانا هينصرنا علي الظالمين‏..‏ ثم قال يا أبي أعدك أنك في كل الأحوال ستكون مرفوع الرأس ثم قبل رأسي ويدعي وودع والدته وإخوته وقال استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه‏.‏
وفي أول يومين اتصل بنا اتصالات متقطعة ثم غاب يومين ولم يتصل نهائيا إلي أن رأينا جثمانه الطاهر الشريف‏..‏ انقطع صوت الأب انفجر في البكاء بعد كلمات متقطعة‏,‏ وقال ممكن خاله يكمل معاك‏.‏
قال لي سعد حامد وهو الخال الأصغر للشهيد أمير مجدي‏:‏ كنت والشهيد من أول لحظة ضمن المتظاهرين لأننا دائما كنا نتحدث عن أوضاع البلد السيئة في ظل نظام قمعي مستبد وأن بلادنا تستحق أن تكون أفضل مما هي عليه‏,‏ وكانت ثورة‏25‏ يناير العظيمة فرصة للمشاركة وكان الشهيد أمير متحمسا جدا‏,‏ وقال لي من أول أيام اندلاع المظاهرات إن الدم هو الذي سيؤجج المظاهرات ويحولها إلي ثورة حقيقية وأن سقوط الضحايا سيكون الطريق إلي الانتصار ثم قال نفسي يكون استشهادي شرارة الثورة‏.‏
قضينا أول الأيام في المظاهرات مثل الموجودين بالميدان نهتف بسقوط النظام ليل نهار إلي أن جاء يوم الأربعاء الأسود الثاني من فبراير الذي اصطلح علي تسميته بموقعة البغال‏.‏
ويقول خال الشهيد ورفيقه في الثورة‏:‏ في الرابعة والنصف عصر الأربعاء كنا معا في الصفوف الأمامية نحاول إيقاف قتلة الحزب الوطني وزحفهم علينا وافترقنا وبعد ساعات التقينا وكانت رأسه مصابة بشج من ضرب الشوم والعصا وذهبنا به إلي مستشفي الميدان وقال لي أنا تعبان فتركته يستريح وذهبت مرة أخري للصفوف الأمامية ورجعت إليه مرة أخري في العاشرة مساء ورأيته مصابا بجرح آخر في الوجه‏,‏ وقال لي إنه لم يسترح ودخل الاشتباكات مرة أخري وفي الرابعة فجر الخميس أثناء معركة المولوتوف أصابته رصاصات الغدر من قناصة الداخلية والحزب الوطني في الرأس والبطن والقدم ولم نكن نعلم بذلك إلا يوم السبت بعدما بحثنا عنه في كل مكان إلي أن وجدناه في ثلاجة الموتي بقصر العيني ورأيته والبشري علي وجهه حيث ابتسامةالرضا الملائكية وأيقنت أن الملائكة لا يموتون‏..‏ لم أتمالك نفسي أثناء الغسل ولم أتحمل هذا المشهد المهيب وتركت الأمر لأصدقائي الذين بشروني بخير أنه من المعروف أن الدم يتجلط بعد الوفاة ولكن الجروح مازالت تنزف حتي بعد وفاته وهذه من علامات الشهادة‏(‏ لقد صدق الله فصدقه الله‏)‏ كنت في حيرة من أمري كيف أبلغ أهلنا بهذا الخبر ولكن تمالكت أعصابي ورددت علي والدته وعندما قلت لها أريد أن أقول لك شيء وأرجو أن تتمالكي أعصابك فردت علي الفور قائلة إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
تحدثت مع والدة الشهيد عن علاقتها بابنها قالت لقد كان شابا متسامحا ومتدينا وحنونا لدرجة أنه كان يعود من عمله ليذاكر لأبناء القرية دون مقابل قائلا‏:‏ دول أولاد ناس غلابة المدارس مبتعلمش حد والناس متقدرش تدفع فلوس دروس كفاية عليهم العيشة الصعبة‏.‏
أول كلمة قالها لخطيبته سمر في حفل الخطوبة في عيد الفطر الماضي عندما قال لها‏:‏ يا سمر لا تقارني نفسك بأمي وإخوتي فهم أغلي حاجة عندي في الوجود‏,‏ وهذا الكلام ليس إهانة لكي ولكن لكل واحد معزة خاصة‏..‏ عليكي برضاء أمي قدر المستطاع‏.‏
تقول والدة الشهيد أمير مجدي إن ابنها كان دائما يشارك في مظاهرات الجامعة في كلية التجارة التي يدرس بها بشبين الكوم حيث تخرج منذ عامين وكان دائما ينكر مشاركاته في المظاهرات خوفا علينا‏,‏ وكنا نعرف من التليفزيون والصحف وزملائه‏,‏ وفي اليوم الذي سافر فيه إلي القاهرة كنت خائفة جدا عليه واندهش من سلامي عليه ثلاث مرات وكل مرة يقول‏:‏ يا جماعة خلاص سيبوني عشان مستعجل‏,‏ فقلت له طيب يا أمير أنت بتحب الشكولاتة والملبس خد شوية معاك أنت وأصدقاؤك فضحك وقال يا أمي هو أنا رايح سبوع مولود بتديني ملبس وسبحان الله عرفت من زملائه الذين قاموا علي غسله أنه قبل أن يصاب بالرصاص أعطاهم كل ما معه من حلوي‏,‏ وقال لهم إن أمي تحبكم وأعطني هذه الحلوي لكم وكانت آخر ما أكله قبل وفاته حبات الحلوي‏,‏ قلت لها وهل شعرت بالراحة الآن تقول بمنتهي الأدب‏:‏ فرحت عندما تنحي الرئيس مبارك‏.‏
وعادت أم الشهيد السيدة كريمة حامد لتقول‏:‏ لم أصدق أن ابني يحظي بكل هذا الحب وأن الناس ممكن تقدر مافعله‏,‏ حيث التف حولنا أثناء جنازة أمير وبعد التنحي كل أهالي القرية والقري المجاورة لايقل عددهم عن‏200‏ ألف شخص يرفعون لوحات بصورة ابني وأخذوا يصلون عليه كل يوم من يوم وفاته حتي لحظة التنحي ولن أنسي الأطفال الذين كان أمير يساعدهم في استذكار دروسهم الذين طافوا القري رافعين صورته مرددين لا إله إلا الله أمير مجدي حبيب الله لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله‏.‏
وحينئذ احتسبناه عند الله وإنا لله وإنا إليه راجعون وأرجو من كل يقرأ هذا الموضوع أن يقرأ الفاتحة للشهداء‏.‏
قلت لأم الشهيد‏:‏ ومن هذه الشابة التي تجلس بجوارك في حالة ذهول وحزن قالت هي نور عيني ابنتي التي لم أنجبها إنها سمر خطيبة الشهيد‏.‏
وفي لحظة مليئة بالحزن علي فراق حبيب طال انتظاره ولقاء تحت سقف غرفة واحدة هي بالنسبة لها امتداد الكون كان قريبا علي المجيء حيث كان سيتم عقد القران بعد شهرين‏,‏ تقول سمر جابر إبراهيم خطيبة الشهيد أمير مجدي وهي طالبة بكلية التمريض‏:‏ لقد تمت خطبتنا في عيد الفطر الماضي وكنا نجهز لعقد القران‏,‏ وبالرغم من أننا جيران إلا أنه لم يتحدث معي في حياته إلا بعد الخطوبة ولا أنكر أنني كنت أتمني شابا مثله نموذج للشاب المحترم المتدين الطموح الغيور علي أهل بيته المتحمس لقضايا وطنه وشعبه كان دائما يحدثني عن العدل والحرية والمساواة عن عشق الأوطان عن حركات التحرر في العالم‏,‏ عن أن مصر دولة عظيمة تستحق أن تكون أم لدنيا بالفعل وليس بالكلام‏.‏
وتضيف خطيبة الشهيد‏:‏ فوجئت به يحدثني كثيرا قبل يوم‏25‏ يناير من الشهادة ويقول يا سمر لوتوفيت هتزعلي‏.‏ نهرته وقلت له حرام عليك هو احنا عشنا عشان نفكر في الموت‏,‏ ثم قال لي أتمني أن نتقابل في الجنة ثم قال حاسس إني هموت قبل الزواج وعندما اعترضت علي سفره للقاهرة قال لي يا سمر أنا رايح المظاهرات عشان مستقبلنا ومستقبل أولادنا وفي أول أيام المظاهرات كان دائما يقول نفسي تكون معايا وتشوفي مصر وهي تتغير‏.‏
وعندما جاء يوم الأربعاء الأسود حيث موقعة البغال الشهيرة التي تعتبر أقذر معارك التاريخ‏,‏ اتصل بي وقال يا سمر اشحنلي كارت عشان مفيش كروت شحن في الميدان‏,‏ وأصدقائي تاهوا مني وعاوز أكلمهم وعندما شحنت له قال لو الموبايل أغلق اعرفي إنه فصل شحن وانقطع الاتصال إلي أن سمعت صرخات أهالي القرية وقالوا أمير مات‏..‏ لم أصدقهم وذهبت إلي المسجد أثناء الصلاة وقلت للرجال أمير لم يمت صدقوني وكنت أتمني أن يكون الخبر غير صحيح وعندما رأيت جثمانه وتعرفت عليه قلت اللهم اجمعنا في جنتك موعدنا في الجنة يا أمير كما وعدتني إن شاء الله‏.‏
توجهت بحديثي إلي إخوته عبده ونعيمة وأميرة ماذا تريدون الآن قالوا‏:‏ نحن نفخر بأن أخينا أسهم في تحرير بلادنا من الظلم والفساد والعملاء‏..‏ والآن علينا بالاستمرار في محاكمة النظام والفساد والقتلة وفتح الملفات واسترجاع أموال الشعب المنهوبة ووضع نصب تذكاري للشهداء في كل الميادين الكبري بكل محافظة‏,‏ نريد إلغاء قانون الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين وإلغاء المحاكمات العسكرية التي تخدم النظام وتداول السلطة والتحول لدولة مدنية متحضرة‏,‏ ونرجو أن يتم اطلاق اسم ميدان شهداء التحرير بدلا من ميدان التحرير ولا يكون اسمه ميدان الشهداء فقط لأن كلمة التحرير لها معني ومضمون عظيم‏.‏
كان علي الأريكة الصغيرة التي تجلس عليها أميرة أخت الشهيد ديوان لإحدي الشاعرات اسمها وفاء وجدي‏,‏ وقالت أميرة إن أمير كان يقرأه قبل سفره إلي القاهرة وقد وضع قوسين علي بيتين من الشعر هما
العدل والقانون‏....‏ مين ينتصر فيهم
نسمع لكلمة مين‏....‏ نحكم بمين فيهم
لو سكتوك يا عدل‏...‏ انطق وقول ياحق
نرفض قانون السوق‏...‏ ونفتح في سوره شق

اقرأ نص المقال على جريدة الأهرام هنا

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

شهيد للحرية






الثلاثاء الأول من فبراير عام ألفين وأحد عشر وبالتحديد في الساعة الحادية عشر صباحا وبينما أهتف مع الثوار منددا ببقاء ذلك المدعو مبارك ، ومصرا على رحيل ذلك السفاح القاتل تلقيت اتصالا هاتفيا منه .
لقد أراد الاطمئنان علي بعد أن بلغه أنني في ميدان التحرير ولم أكن ادري حين اتصل أنه يبعد عني أمتارا  بسيطة .
مر اليوم هادئا وفي اليوم التالي تغير الوضع وبعد وعود ذلك الكذاب بحماية المتظاهرين وجدناه يمنح أوامره للجيش- بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة - بعدم تفتيش هؤلاء البلطجية الذين اقتحموا الميدان وعاثوا فيه فسادا
وما هي إلى ساعات حتى سقط شهيدا ...
عرفته لأول مرة عام ألفين وستة وتحديدا أيام مذبحة قانا على الشعب اللبناني ، كنا نقضي أجازة الصيف في إحدى مدن الإسماعيلية وبالرغم من أنه من بلد مجاور لي إلا أنني لم أره بعدها إلا في ألفين وتسع ..
ولا أنسى العام الفائت حينما عملنا سويا في حملة دعاية انتخابية ، أحببته كثيرا فقد كان شابا فتيا لا يفكر يوما في ضرر أو أذى لأحد ولكنه خرج يطلب حقا ليس لنفسه فحسب بل لأمة كاملة ..
قتلوه .. لأنه سأم الظلم
قتلوه .. لأنه ظن أنه حر في بلد يحكمها أحرار
قتلوه .. لأنه آمن بفكره وآمن بحقه
قتلوه ..لأنه فكر في مستقبل أفضل لأمة كاملة
ولم يكفهم قتله بل راحوا يعلنون أنه خائن عميل ، وجاء ليشعل النيران .. مع أنه لم يفعل أي شيء إلا أنه أضاء مشعل الحرية وأول بل أصبح هو مشعل الحرية يحترق لينير لمصرنا مستقبلها الباهر ..
نم في أمان يا شهيد فوالله الذي لا إله غيره لنأخذ بحقك ونعيد لمصرك نصرك ..
والله لننتصر بالرغم من هؤلاء الطفيليين من الإعلاميين الذين يريدون للشعب أن يموت حتى يظلوا أحياء .