الثلاثاء، سبتمبر 07، 2010

فصل الرواية




أخيرا وصل إلى منزله ، ما أسعد حاله وقد أنهى عمله وارتاح جسده وجلس في منزله مستلقيا على مقعده ،  فقد كان منزله مهمل الأركان ويمتلك أثاثا بسيطا على الرغم من مقدرته على شراء أفضل .
تنفس الصعداء ، وأخرج من جيبه لفافة تبغ ، أطلق زفرة ضيق لوجودها فارغة ، ألقاها بعيدا واتجه رأسا إلى غرفته ليستريح وعندما استولى على فراشه هبّ مسرعا واتجه مباشرة إلى غرفة المطبخ ليعد لنفسه قدحا من القهوة علّها تطفئ ظمأ اشتياقه لدخان السجائر .
ارتشف القهوة بتلذذ وشعر براحة نفسية داخلية وعقله يستعيد الأحداث التي مرت به طوال اليوم .. أو ولنقل أيام الأزمة التي قضى فيها كل خبرته ودراسته وحتى الآن لم يتوصل لحل .
إنها مشكلة صديقه القديم الذي ظن أنها لن تُخلق فوُجدت ومازال يرى أن حلها ليس أمرا سهلا ، ولم يجد نفسه مرة واحدة عاجزا كعجزه اليوم ولكنه يمنى نفسه بأنها زوبعة فنجان وسيأتي يوم وتقضي نحبها وما أسعده إن كان هو قاتلها.
أنهى قدح القهوة وبدلا من خلوده للنوم فقد قرر الذهاب لغرفة المكتب ، فغدا يوم إجازته فسيقضيه نائما ولا يوجد ما يعكر صفوه فلم النوم ؟!
عجيب هذا الإنسان يخالف قوانين الكون فينام نهارا ويستيقظ ليلا وكأنه يعلن للطبيعة أنها لن تفرض عليه شيء وليعلن أنه أقوى من الكون .
وكعادته أخرج مجموعة أوراقه ووضعها أمامه وهو يجهز نفسه لتدوين تلك الأحداث
فعلى النقيض من كل رواد مهنته فهو يدون أحداث مرضاه وأيضا يفي بقسمه فلا أحد يمكنه الإطلاع على هذه الأوراق كما أنه يغير في الأسماء والأماكن فحتى لو ظهرت لأحد لن تعتبر كارثة فلا أحد يعرف صاحب السر.
فقد يرجع هذا التناقض لحبه الجارف لعلم النفس وعشقه المستميت للكتابة فأراد الجمع بينهما على أن يولي لإحداهما أهمية أقصى ففعل فلم العجب إذا ؟
أما عن مكتبه فقد كان أيضا غرفة نومه فقد وضع في أحد أركانها فراش صغير حتى وإن داهمه النوم وقت الكتابة أو المطالعة يلقي بجسده على فراشة متلذذا بنوم هادئ .
أمسك بالأوراق واختار الأقلام وأطلق تنهيدة حارة وهو يدلك جبينه كأنه يستعيد الذاكرة ثم أومأ برأسه وبدأ يدون قصة لم يتوقع أن يسمعها يوما أو حتى تمر من أمامه .
وها قد بدأنا من البداية 

****
 هذا أول فصل في روايتي الجديدة ، نشرتها على المدونة منتظرا منكم آرائكم
نتمنى أن تحوذ إعجابكم