الأربعاء، نوفمبر 28، 2012

لا تبتعد!






صحراء تحيط بي من كل مكان
مستلق على الأرض
لا اعبأ بالرمال 
 او ربما اعتدت على سخونتها
عاجز على فتح عيني
اتوهم الاستمتاع بالحرارة رغم انها تحرقني كليا
عاجز على تحريك جسدي
في قلبي الم ولكني حتى ارفض البوح به
فكرت ان افتح عيني ولكن ما الفائدة ؟
انا ارى الظلام، وبعد فتحها سأرى رمالا ممتدة
لنجرب لن اخسر شيئا
فتحت عيني بتثاقل شديد
فبدا من بعيد لون خضرة

-       اهذا سراب ؟!
-       لا واقع ، انت فقط لم تسع اليه !
-       من هنا ؟!
-       افتح عينيك وانهض لتراني !
ادرت وجهي بغية معرفة المتحدث قائلا :
-       من انتي ؟
-       انت تعلم ام ترى الظلمة جعلتك تجهل من ترى ؟
-       لقد عدتي اذا !
-       انا لم ارحل ، انت فقط توهمت هذا واغمضت عينك وتركت نفسك
-       قلتي لا تقترب
-       وهل يقول العشاق ما يردونه دائما ؟!
-       اذا تحبيني !
-       اتريدني ان اقولها لتصدق ؟
-       بالطبع اريد !
-       هل تستحقها ؟!
-       لا أدري ، فأنتي شمس تنير كوني ونور يضيئ بصيرتي و ....
-       لا تكمل فأنتي لي كل عمري
-       صدقا ؟!
-       أحبك
-       ماذا قلتي ؟
-       لقد سمعت ما قلت ، هيا انهض
-       قولي ثانية
-       لا انهض الآن
-       لن استطيع
مدت يدها وقالت :
-       الآن تستطيع ، اليس كذلك ؟
-       الآن انا حي
-       وانا كذلك
-       أحبك
-       وانا كذلك
-       اذا هل اقترب ؟
-       لا تسأل
نهضت واقتربت حتى بدا سحرها آخذا
-       اشعر بروحك في جسدي ، اتشعرين ؟!
-       ..................
-       أجيبي
-       أرجوك لا تقل شيئا
أرجوك لا تبتعد


الاثنين، نوفمبر 19، 2012

لا تقترب !






تائه في واد سحيق
أصوات تتردد من بعيد
لا أدري مصدرها تنادي وتقول !
اقترب، اقترب، اقترب!
اسعى لمعرفة مصدرها
ولكني لا اصل الا الى صداها فقط
من معي في الوادي ينادي بتلك الكلمة ؟!
همت تائها اتلمس من حولي بغية الوصول لصاحب القول
ها هو !
جسم ما يبدو بعيدا ، لا أدري كنهة لكني اراه
اقتربت أكثر ، ومع اقترابتي تتضح الأشياء!
تبدو فتاة لا أدرك ملامحها
دونت أكثر فأكثر
هرولت لأصل اليها وها هي 
رأيتها فكأنت ضوء القمر ، يشع ضياءا كلما اقتربت منه
بدأت قسمات وجها تتضح ، نعم الآن ادركتها الآن عرفتها
لمحت ابتسامتها فسعدت!
اقتربت فاقتربت واقتربت !
- لا تقترب أكثر !
-       لماذا لقد اشتقت للحظة كهذه يا وجه القمر !
- ارجوك قف كما أنت ، فلو اقتربت أكثر لاحترقنا سويا ولن يتبقى منا حتى الرماد !
-       لا تقولي هذا لو احترقنا ستكون نار العشق ليس إلا.
-       انا أخاف نارها ، ابق حيثما انت !
-        عجيب أمرك لقد اتيت من جنبات الوديان وبيني وبينك بضع خطوات ولا تريدينني ان اقترب !
-       قلت لك : اقترابك تهلكة لنا ولا أريدك أن تهلك
-       ومن قال اننا سنهلك ، بل سنحيا عشقا!
-       من يحيا عشقا يموت سريعا والميت لا يعود!
-       ومن رأى الحياة ففضل الموت ، ميت برغم حياته !
-       أرجوك لا تدنو ، أخشى ان افقدك للأبد
-       لن اسمح لكي بأن تفقدينني ، لو اقتربت لامتزجت روحنا ببعضها ولن يفلح أي شيء في فصل هذا المزيج !
-       كلا ، لو امتزجنا لأصبح فراقنا موتا ، ولا أريدك أن تموت !
-       انا ميت بدونك !
-       انا معك ، في حدود هذه الخطوات !
-       هل هكذا معي ؟! لا انا أحبك أحبك واريدك بجواري لا يفارق سوادي سوادك !
-       أرجوك لا تقلها مجددا !
-       لماذا ؟ هذه حقيقتي ! هل تحبينني ؟
-       .........................
-       اذا تكرهينني !
-       كلا أبدا ، على العكس تماما انت أغلى عندي من الكون !
-       ولكن لا تحبيني !
-       لا أدري !
-       الحب لا يحتاج عقلا ليفكر ويدري بل يحتاج قلبا ليعشق ويغني !
-       لا ، افهمني ، انا فقط أخشاه ، تذكر انت أيضا كنت سابقا تخشاه !
-       واليوم أمنت بعد خوف ، قويت بعد ضعف ، انتي من جعلتي مني قويا ، انا بكي أقوى !
-       وانا بك أضعف !
-       هل هكذا اذا ، سأبتعد كما يحلو لكي ، وانسي ما قلته لتوي !
-       أرجوك لا تبتعد ولا تقترب  ، ابق حيثما انت !
-       هل انتي هكذا سعيدة ؟
-       لست على الأقل تعيسة !
-       أود منك ان تعلمي قدر حبي !
-       اعلم ولكن ارجوك لا تقترب !
 اختفي كل شيء ، اختفت هي ، اختفي ضوء قمرها وبقي صوت واحد يتردد في صحراء حبنا !
لا تقترب !