“لا تقدم ابداً شروحاً لأحد.. أصدقاؤك
الحقيقيون ليسوا فى حاجة إليها و أعداؤك لن يصدقوها” " أحلام مستغانمي - نسيان
في
محاولة مني لاستكمال ما بدأت حينما تحدثت عن ذاكرتي ومزج ذلك بمقالاتي الاخيرة عن
المجتمع وجدت انه سيكون من الافضل ذكر التأثير المتبادل بيني وبين المجتمع .
لا أدري
لماذا يرى المجتمع نفسه دائما كشخص واحد وهذا الامر خاطيء تماما ؛ فالمجتمع
بالنسبة لي هو مجموعة من الافراد اتفقت على مجموعة من المعايير تحكم حياتهم ولكن
ليس بالضرورة هناك اجماع على كل هذه القوانين والمعايير.
ومن
الضروري ان يتفق الاغلبية من المجتمع على هذه المعايير ومن يرفضها فهو ليس جاهلا بقدر
ما انه يرى انه غير منسجم مع هذا المناخ ويحتاج الى مناخ اخر مناسب له وهؤلاء
يسمونهم بالمتمردين على المجتمع ورغم رفضي لهذه التسمية الا انه لا مانع لدي من ان
اكون واحدا من هؤلاء المتمردون .
لو اردت
ان اتحدث عن الاسباب التي جعلتني ارى المجتمع غير ملائم لي فسأقول كثيرا وربما
مجموعة مقالاتي عن مصر المجتمع - ما كُتب
وما سيكتب – ما هي الا محاولة مني لابراز اسباب تمردي ورفضي له ولكني هنا اتحدث عن
كيف رأيت وراني المجتمع .
كثير من
الافراد في حياتي رفضوا كوني متمردا وسعوا بكل الطرق الى ان اعود الى درب المجمع
ولكني رفضت متمسكا برفضي لاني لا اقبل ان اكون جزء من كيان لم اختره واذا رفضت قوانينه
ساكون خائنا لنفسي وله.
فلماذا
يجب ان ارتدي ملابسي بطريقتهم ؟! لماذا يجب ان اتناول وجباتهم ؟! لماذا يجب ان
اكون مثل فلان وعلان ؟! لماذا دائما يجب ان اسأل كل البشر عن الطريقة التي اعيش
بها ؟! لماذا يجب ان اكون جزءا من الجميع اسير في دربهم واقف عند منحنايتهم ؟! .
ارى ان
السباحة ضد تيار المجتمع المليء بأمراض المظاهر الكاذبة ، بالعنصرية ورفض الاخر ،
بكسل سخيف ، بعصبية لكل ما يملكون ، بتدين كاذب قشري ، برفض النقد ، بتدخل في شئون
الاخرين تجت اسم "العِشرَة" وغيرها من الامراض أمرا محمودا بل واحث نفسي
دائما على الاستمرار فيه.
بالطبع
هناك ميزات في المجتمع المصري بلا شك ولكني دائما ما اسعى لان افعل ما اراه صحيحا
دون اي مخالفات دينية صريحة دون التركيز هل هذا يوافق هوى المجتمع ام يخالفه ؟!
تحت اي
مسمى ، انا لدي حياتي الخاصة وبالطبع احمل جوانب الخير والشر ، فنفسي كنفس البشر
الهمها الله فجورها وتقواها ، اسعى في اوقات كثيرا تجنب فجورها وتحسينه وتعديله والعودة للمسار
السليم ولكن هذا لا ينجح دائما .
وبما ان
كل البشر مثلي ، فعلى كل انسان – في رأيي – ان يلتزم بنفسه بمواقفه وبشخصه طالما
هو سعيد به ، ولا يغير نفسه فقط ليسعد شخصا اخر ، المهم ان افعل ما اريد كيفما
اريد ما دام الله يرضى هذا الفعل.
في رأيي
، معايير البشر مختلفة ، فالخطأ عن فلان قد يكون صوابا في عين علان ، فمثلا قد يرى
البعض الانسان الذي يعتذر عن اخطائه دائما متسامح وقد يراه البعض بلا كرامة ،
وهكذا !
مع الوقت
اصبحت لا اهتم بنظرة المجتمع لي ولا بمن يقول عني مجنونا ، مغرورا ، مدعيا او شخصا
بلا قيمة، لماذا اهتم بذلك ؟!
ان لن
اتدخل في عينيك ورؤيتك لي ، فلا تتدخل في شخصي وتؤمرني ان افعل كذا وكذا فقد اكون
انا المصيب وتكون انت المخطيء وقد يكون العكس صحيح !
اريد فقط
من المجتمع تقبلني كما انا عليه ، ومن لا يراني كما ينبغي ان اكون – في رأيه –
فأرجوه بشده ان يتركني كما انا او يبتعد عني فلقد خلقت لاعيش حياتي لا حياة شخص
آخر
اسمي هو
مصعب وافعالي يعرفها الله اكثر منكم ، وهو وحده من يحاكمني ، اما اي شخص آخر فمن
هو ليحكم علي ؟! انا كما انا الان ومن حق افراد المجتمع قبولي كما انا او رفضي وان
شعروا بي ارتكب خطأ ، فأنا لا اطلب فقط سوى النصيحة وانا امتلك العقل لافكر واحكم
واقبل النصيحة او ارفضها !
اراكم
قريبا
هناك تعليق واحد:
أخى الصغير ....... لقد حملت على نفسى أكثر مما ينبغى اجعل مقياسك كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة بفهم سلف الأمة -لأنهم أكثر الناس فهما لكتاب الله - وافعل ماتراه صوابا طالما لا يتعارض مع ماقلت ولكن اعلم ان العرف من مصادر التشريع وما يقبله مجتمع قد لايقبله مجتمع آخر فقد تضطر ان تسايق المجتمع فى افعاله طالما ليست منكرة ....تقبل تحياتى
إرسال تعليق