الأربعاء، فبراير 13، 2013

الله !






"كلّما أقبلت على الله خاشعة. صَغُرَ كلّ شيء حولك و في قلبك. فكلّ تكبيرة بين يدي الله تعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر. تذكّرك أن لا جبار إلّا الله، و أنّ كلّ رجل متجبّر، حتى في حبّه، هو رجل قليل الإيمان متكبّر. فالمؤمن رحوم حنون بطبعه لأنّه يخاف الله.ـ" أحلام مستغانمي
عندما اردت الحديث عن الله وجدت انه من العظيم ان يكون الحديث خاضعا لقوانين تربط بين الايمان بالله واليقين بقدرته والخوف من عذابه ومناجاة رحمته !
عندنا كان يجب علي الحديث عن الصانع كان الامر نابعا من ابداع منتجاته فكيف يمكن لعاقل ان يرى الكون حوله دون ان يقول " سبحان الله " ولابد لنا عند رؤية الجمال ان نقول " الله " .
علاقتي بالخالق لم تكن تسير على وتيرة واحدة وهو – عزوجل – ارداها لذلك لأنه يعلم ان هكذا تكون الامور دائما فلا شيء مستقر أو ثابت سواه .
حينما كنت طفلا ، كان الله بالنسبة لدي هو ذلك العظيم القادر على كل شيء الأول بلا بداية والممتد الى مالا نهاية ، كنت دائما اضعه في منزلة العظماء ولكني لم اكن ادر اسباب حقيقية لذلك ، كان الامر أشبه بمن يحب شخصا دون ان يدري السبب فما بالكم بالله !
حينما سألت أبي عن  طبيعة الخالق ، كيف هو واين يوجد ؟ أجابني ان الله هو ذلك الذي من عليك بنعمه وجوده وكرمه " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها " فكل خير لك ملك يديه !
ساعتها كنت اسعد بالخالق واحمد ربي على ايماني به ، ولكني كنت احيانا افكر في ان النعمة والنقمة ملك يمينىه فهو من انعم علي وهو من سبب لي الضرر في بعض الأمور ولم اكن افقه لأشياء كثيرة!
كانت دائما آيه " وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يصفون " تجذبني جذبا ، فما بالك بخالق يقول لمخلوقاته " ما قدرتم حق قدري " ومع ذلك لا يعاقبهم لا يقهرهم لا يظلمهم!
شعرت بأن ايماني بالله نابع من اتجاه عاطفي وان كان هذا مقبول إلا ان مع الله يجب ان يتيقن عقلك وقلبك وكل جوارحك !
آمن عقلي بسرعة فكل ما في الكون يثبت وجوده ويثبت قدرته وكل عجز بشري يثبت ان هناك من هو فوق العجز وقادر على تحريك كل شيء بكلمة " كن " !
كنت طفلا عابدا لله بدون يقين حقيقي ، فكنت ارى انه الزاما علي عبادته دون ان اكون راغبا في ذلك ، وكنت اشعر انني اذا سجدت لله بغية طلب شيء منه فهو نوع من النفاق ، فالله يعلم اني لم اسجد الا لطلب ولم افكر فيه الا لحاجة ، ويجب ان اكون اريد الخالق واتحدث عنه واليه في كل وقت دون طلب او سؤال !
لذلك لم اكن اشعر بصفاء داخلي واعتراني العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية وحتى الاخلاقية فأصبحت اعبد البشر اكثر من عبادتي لله ، اصلي في المسجد  ليقولوا مصلي ، ادعي ان يوما ما صمت نافلة دون ان اكون فعلت ذلك لأجعلهم يسعدون بكوني طفلا واصوم لله نوافله !
وعندما كبرت اكثر فأكثر ازداد بعدي لله مع ازدياد ارتباطي بنعم الدنيا ومتعها ، فالانسان دائما ما يجب ان يجد الخير سريعا وقلة هم من يتحملوا الالم فترة من اجل الحصول على النعيم المستديم ولست انا من القلة ، بل انا متسرع جدا واريد النتيجة اسرع من جهدي في العمل وهذه كارثة !
ولكن الان وبعد طول جهد ، فقهت ما لم اكن افقهه سابقا عن الله ، انه حقا عظيم ، يرى الكون شاملا فيعجز نظرتنا القاصرة لأجزاء بينية من الكون قد نظن انها كل شيء وهي غير ذلك !
هو من يعرف اليوم وغدا والماضي ، هو من يرى لنا النور ويعرف لنا الصواب ، فعندما كنت انظر للتاريخ أقول " أظن ان الشعوب كانت ساخطة حين حدث كذا وكذا " واكتشف ان هذا الشيء كان له اثر ايجابي فأنشأ نهضة وحضارة عظيمة ، الله وحده من كان يعرف ان هذا سيحدث لذا ترك الشعوب تشعر بالضجر وكأنه يقول لهم " اصبروا  ان الخير قادم من رحم الكارثة " .
انه صاحب القرار الاعظم وهو بحكمته يجعلك تصل – بحرية كاملة – الى قرارتك ويعينك عليها لتنجح وان تظن ان هذا قرارك الا انه الهام ورسائل الخالق !
أحمده فقد عرفته وعمري في الدنيا ليس بعظيم ، احمد الله انه سمح لي برؤيته بمناجاته بعشقه وتقبلني كما انا والهمني الطريق الذي سيكون في آخره طوق خير ونجاة !
أراكم قريبا
ملحوظة: هذا المقال جزء من مجموعة " ذكريات طفل ناضج " ولكني اثرت ان لا استخدم العنوان المميز لهذه المجموعة ان تبدأ بـ"أنا و .... " فالله اعظم من اكون معطوف عليه !

الخميس، فبراير 07، 2013

انا والمجتمع !





“لا تقدم ابداً شروحاً لأحد.. أصدقاؤك الحقيقيون ليسوا فى حاجة إليها و أعداؤك لن يصدقوها” " أحلام مستغانمي - نسيان

في محاولة مني لاستكمال ما بدأت حينما تحدثت عن ذاكرتي ومزج ذلك بمقالاتي الاخيرة عن المجتمع وجدت انه سيكون من الافضل ذكر التأثير المتبادل بيني وبين المجتمع .
لا أدري لماذا يرى المجتمع نفسه دائما كشخص واحد وهذا الامر خاطيء تماما ؛ فالمجتمع بالنسبة لي هو مجموعة من الافراد اتفقت على مجموعة من المعايير تحكم حياتهم ولكن ليس بالضرورة هناك اجماع على كل هذه القوانين والمعايير.
ومن الضروري ان يتفق الاغلبية من المجتمع على هذه المعايير ومن يرفضها فهو ليس جاهلا بقدر ما انه يرى انه غير منسجم مع هذا المناخ ويحتاج الى مناخ اخر مناسب له وهؤلاء يسمونهم بالمتمردين على المجتمع ورغم رفضي لهذه التسمية الا انه لا مانع لدي من ان اكون واحدا من هؤلاء المتمردون .
لو اردت ان اتحدث عن الاسباب التي جعلتني ارى المجتمع غير ملائم لي فسأقول كثيرا وربما مجموعة مقالاتي عن مصر المجتمع  - ما كُتب وما سيكتب – ما هي الا محاولة مني لابراز اسباب تمردي ورفضي له ولكني هنا اتحدث عن كيف رأيت وراني المجتمع .
كثير من الافراد في حياتي رفضوا كوني متمردا وسعوا بكل الطرق الى ان اعود الى درب المجمع ولكني رفضت متمسكا برفضي لاني لا اقبل ان اكون جزء من كيان لم اختره واذا رفضت قوانينه ساكون خائنا لنفسي وله.
فلماذا يجب ان ارتدي ملابسي بطريقتهم ؟! لماذا يجب ان اتناول وجباتهم ؟! لماذا يجب ان اكون مثل فلان وعلان ؟! لماذا دائما يجب ان اسأل كل البشر عن الطريقة التي اعيش بها ؟! لماذا يجب ان اكون جزءا من الجميع اسير في دربهم واقف عند منحنايتهم ؟! .
ارى ان السباحة ضد تيار المجتمع المليء بأمراض المظاهر الكاذبة ، بالعنصرية ورفض الاخر ، بكسل سخيف ، بعصبية لكل ما يملكون ، بتدين كاذب قشري ، برفض النقد ، بتدخل في شئون الاخرين تجت اسم "العِشرَة" وغيرها من الامراض أمرا محمودا بل واحث نفسي دائما على الاستمرار فيه.
بالطبع هناك ميزات في المجتمع المصري بلا شك ولكني دائما ما اسعى لان افعل ما اراه صحيحا دون اي مخالفات دينية صريحة دون التركيز هل هذا يوافق هوى المجتمع ام يخالفه ؟!
تحت اي مسمى ، انا لدي حياتي الخاصة وبالطبع احمل جوانب الخير والشر ، فنفسي كنفس البشر الهمها الله فجورها وتقواها ، اسعى في اوقات كثيرا  تجنب فجورها وتحسينه وتعديله والعودة للمسار السليم ولكن هذا لا ينجح دائما .
وبما ان كل البشر مثلي ، فعلى كل انسان – في رأيي – ان يلتزم بنفسه بمواقفه وبشخصه طالما هو سعيد به ، ولا يغير نفسه فقط ليسعد شخصا اخر ، المهم ان افعل ما اريد كيفما اريد ما دام الله يرضى  هذا الفعل.
في رأيي ، معايير البشر مختلفة ، فالخطأ عن فلان قد يكون صوابا في عين علان ، فمثلا قد يرى البعض الانسان الذي يعتذر عن اخطائه دائما متسامح وقد يراه البعض بلا كرامة ، وهكذا !
مع الوقت اصبحت لا اهتم بنظرة المجتمع لي ولا بمن يقول عني مجنونا ، مغرورا ، مدعيا او شخصا بلا قيمة، لماذا اهتم بذلك ؟!
ان لن اتدخل في عينيك ورؤيتك لي ، فلا تتدخل في شخصي وتؤمرني ان افعل كذا وكذا فقد اكون انا المصيب وتكون انت المخطيء وقد يكون العكس صحيح !
اريد فقط من المجتمع تقبلني كما انا عليه ، ومن لا يراني كما ينبغي ان اكون – في رأيه – فأرجوه بشده ان يتركني كما انا او يبتعد عني فلقد خلقت لاعيش حياتي لا حياة شخص آخر
اسمي هو مصعب وافعالي يعرفها الله اكثر منكم ، وهو وحده من يحاكمني ، اما اي شخص آخر فمن هو ليحكم علي ؟! انا كما انا الان ومن حق افراد المجتمع قبولي كما انا او رفضي وان شعروا بي ارتكب خطأ ، فأنا لا اطلب فقط سوى النصيحة وانا امتلك العقل لافكر واحكم واقبل النصيحة او ارفضها !
اراكم قريبا