تناهى إلى مسامعي أصوات مألوفة ..
أصوات لا أجهلها وتبدو مألوفة لي بشكل كبير ...
الأصوات خرجت ضعيفة ولكنها بدأت تزداد وضوحا ..
ما لي أسمع أصوات عويل وبكاء .. أصوات تصرخ وتناجي ..
بدأت الأصوات تعلو في أذني تدريجيا وأخيرا اكتملت جملة في أذني ..
أخيرا سمعت صوتا يقول :- أخوكم مات ..
ما هذا ... اظنه صوت أمي ..
من الذي مات ..
نعم سمعتها تقول أخوكم ..
من أخوكم هذا ؟؟ أظنه أخي أنا أيضا ..
أشعر برغبة في النهوض ولكني لا أستطيع ..
أصوات الصراخ والعويل مستمرة ..
وأخيرا استطعت فتح عيني بصعوبة ..
حاولت متابعة الصوت ولكن لم يتناهى إليَّ إلا صوت الصراخ والجميع يبكي والجميع يعول ..
وبالكاد انتبهت ..
ونهضت واقفا ..
وبدأ الأمر يبدو واضحا إليّ ..
أسرعت فاتح الباب لأتقصى الأمر وقلبي يخفق قلقا وعلى وجهي أمارات الفزع ..
وفتحت الباب ..
وبد الجميع أمامي ..
أمي وأخواتي والجيران وحتى الأقارب ..
لم أملك إلا أن أسأل منفعلا :- فيه إيه ؟؟
أجابتني نظرات اقتضاب وأصوات أخرى تتمتم :- الحمد لله قدر ولطف ..
لم تكن هذه الإجابة التي أسعى إليها فكررت سؤالي فأجابني وسط الدموع صوت أمي يقول :- ما تقفّلش الأوضة بالشكل ده تاني .. كنت هتتخنق .
بدأت الصورة المبهمة تتضح ..
إذا أنا "أخوكم" المعني بالعبارة السابقة أنا ذلك " الميت " المقصود
لم أدر أن إغلاقي للنوافذ والباب بهذا الشكل يتسبب في اختناقي وموتي لاحقا ..
لم أدر الحقيقة الخالدة ..
لم أدر حقيقة الموت إلا بعد هذا اليوم ..
كم أنه أقرب إليّ من حبل الوريد ..
لقد اقتربت من تحطيم قيود الحياة والتحليق في روضة الموتى ..
لقد كنت سانتقل بين الجنة والنار منتظرا إما أن تسمو نفسي للجنان أو تقذف مسعرة في النيران ..
كم أن الموت قريب ..
تأكدت أنها ليست مجرد حادث بل رسالة ربانية ..
:- أيها الطاووس ، لا تغتر بفتوتك .. حياتك وموتك في يديّ وأينما أريد موتك ستموت ..
حمام الموت أقرب إليك مما تتصور ... وانتظر موتك أيها الحي .