الاثنين، يناير 03، 2022

مصر 2030 .. صحافة المواطن التي قتلت مستقبل الشعوب!

 

- I don't give a shit about me or liking me or following me or friending me or trending.

It is just ugly.

 

صراع الحداثة والتقليد لا يتوقف، صراع الماضي والحاضر والمستقبل، صراع أجيال متلاحقة ومع الوقت والتحول المستمر في الأحداث تنهار القيم والمعايير ويصبح الحق ضبابيًا واللون الرمادي يطغى على السطح!

في سنوات سابقة كنا نتغنى بصحافة المواطن، شعرنا بالفخر ونحن نخبر العالم بما يحدث عبر هواتف نقالة وجهاز محمول وإنترنت فقط، شعرنا بالفخر ونحن نقتحم عالم المدونات قبل الانتقال إلى مواقع التواصل الاجتماعي، شعرنا بالتغيير.

النتائج كانت مدوية، فما بين فيديو هناك ولقطة هنا وحراك تأسس عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءت 25 يناير وحققت لنا – ولو لفترة مؤقتة – ما حلمنا به لعقود لتثبت صحافة المواطن أنّها أقوى من أي صحافة تقليدية!

لكنها كانت كذبة، تمامًا كما كانت ثورة يناير كذبة!

انتهى كل شيء سريعًا، ومع قتل الروح المغامرة الثائرة في قلب كل شاب، جاء الدور على لنعرف أن صحافة المواطن لعبت دورًا في إفساد وإعلاء قيمة الصحافة، وأفسدت بلاط صاحبة الجلالة للأبد!

الصحافة هي كل شيء، هؤلاء الذي يعرفون ويبحثون ويستوثقون ويخرجون للعالم ليخبروهم بكل شيء، الصحافة بمعناها الحقيقي، أن تكون العين الخبيرة التي ترى ما لا يراه الأخرون لتصل إلى الحقيقة أو على الأقل تحاول الوصول إليها.

الصحافة هذه ماتت واستُبدلت بصحافة جدية تطورت من صحافة المواطن لتصبح مؤسسية، سرعة النقل والاهتمام بتفاعل الجمهور دون النظر لحقيقة ما يحدث!

"الترند" هو الحاكم، جلب "الترافيك" ونشر الأخبار المسلية عوضًا عن الحقيقية أصبح القرار الأبرز، تحولت المؤسسات إلى صحافة مواطن وشخص يمتلك هاتفه النقال وموقعًا عبر الإنترنت أن ينشر ما يرغب الجمهور في مشاهدته، أن يبحث عن القراء والجمهور ولا يبحث عن الصواب والخطأ.

قتلنا الصحافة، السياسة قتلتها ثم تبعها نزوات الشعوب ويتحول الحق إلى باطل والأسود إلى أبيض والصوت العالي فقط هو المسموع، والكلام الأكثر انتشارًا هو المقروء.

جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتؤكد الأمر، لا يهم ما تقول الأهم كم تمتلك من متابع، لا يهم اتباع معايير أخلاقية أو مرجعية قانونية المهم أن ما تقوله يجلب الكثير من الاهتمام!

لا أدري ما الذي يجب الخوف منه أكثر، أن تنحرف الأجيال القادمة بسبب غياب هذه المعايير، أم أنّ الأجيال المقبلة هي من ستفسد ما تبقى في العالم بسبب خلل معاييرها، هم الضحية وقد يصبحوا الجناة!

العالم الذي نعيش فيه أضحى موحشًا، والبحث عن الصواب والحقيقية أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش!

الأسوأ أنّ هذه الأجيال هي الأكثر تفرغًا والأكثر تواجدًا والأكثر تأثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والكبار لا يحاولون تصحيح الأوضاع بل يبحثون عن تقليديهم فقط لأجل المزيد من الانتشار!

العالم مظلم والمستقبل لا يبشر بأي خير، والأمل هو بطل خارق يتردد اسمه طويلًا لكنّه لا يغادر أبدًا القصص المصورة!


ليست هناك تعليقات: