أحيانا كثيرة نقف أمام أخطائنا عاجزين عن رؤيتها ونبدأ في تسويغها وتعديلها حتى تتماشى مع الواقع وتكون أبعد ما تكون عن الخطأ وهكذا الحال في فقه التسلط الذي انتاب المصريين بشكل لافت للنظر حتى انقسموا إلى فرق مختلفة وكلها تعاني من كابوس التسلط ..
الأول : وهي فرقة تتربع عرش التسلط وأحب أن اسميها أولي التسلط فهي جانية على كل شيء ظالمة جاحدة ، تمتلك سلطات لا حدود لها فأصبحت تجور على غيرها من دون وجه حق وهؤلاء تربعوا على عرش السلطة فأبدعوا في فن التسلط وأصبح ملاذهم وأهم عندهم من الماء والهواء .. وهؤلاء قلة
وهناك فريق ثان : وهذا في قاع التسلط فهو من ذاق مرارة التسلط وأخذ حظه الوافر منها فهو مثل القاعدة الأساسية التي يُبني عليها الفكر التسلطي فهي مظلومة ومجني عليها وليس لها طاقة من المتسلطين وجنودهم .. وهؤلاء قلة
أم الفريق الثالث فهو وسط لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فاستطاع أن يجمع شتات الفريقين وأصبح متسلطا مجني عليه وجان مظلوم !!
وهؤلاء جل الشعب المصري فانظر إلى رجل يعمل في مؤسسة ما تجده يتعرض للظلم من رئيسه في العمل ويتحامل على نفسه من أجل لقمة عيشه ولكنه يجري نفس الإحساس السلطوي مع دونه في عمله فيشعر بنشوة أن يَظلم كما يُظلم ويجني كما جني عليه ..
انظر إذا إلى حال المصريين واسأل كيف يمكن الخلاص فشعب إما ظالم لا يأبه شيئا ولا يخشى لومة لائم وآخرين مظلومين لا ناقة لهم ولا جمل مستعبدون في الأرض وفصيلة عز عليها أن تظلم فظلمت ، فحقا نحن شعب استذل للقمة عيش أو دنيا زائفة فاستحق أن يعيش في غياهب الظلم والفوضوية
الجميع يسعى لممارسة سلطته على أي فرد من الأفراد فمن يشعر بأن أباه يأمره وينهاه وهو لا يكنه رفض أوامره يتسلط على من هم أدنى منه حتى يشعر بهذه النشوة ..
التسلط يقود أمتنا إلى الهلاك فسنظل إما جناة أو مجني عليهم أو ظلمة مظلومين
ـــــــ
اقرأ في مدونة أبي الشيخ الأديب