بينما نحن جلوس ساهرون إذ بأخي الأكبر – محمد – يناديني ويطلب مني الإسراع ، ذهبت إليه على عجلة فوجدته يبتسم لي وهو يعطيني مفكرته الخاصة وقال أن بها موضوعا أتمنى أن اقرأه وأنشره في المدونة ، فتحت المفكرة وبدأت بالقراءة فوجدت التالي :-
" مصعب ... أخوك الأصغر "
سمعت هذه الكلمات منذ ستة عشر عاما من عمتي وهي تبشرني بأول أخ ذكر لي وقد كان عمري وقتها تسعة أعوام ، كان البيت يموج بالسعادة والبشر لهذا المولود ، ولكنها لا تقاس بأي حال من الأحوال بالسعادة التي شعرت بها .
وهذا لعدة أسباب ، لعل من أهمها أن هذا المولود هو أول أخ لي بعد ثلاثة أخوات ، وأنا لا أعيب فيهن فكم يعلم الله مدى حبي لهن ، ولكنها رغبة الإنسانية الفطرية التي تجعل الإنسان ينجذب إلى جنسه .
المهم
حملت المولود وقررت في داخلي أن أكون له نعم الأخ الأكبر الذي من المؤكد أنه سيرتبط به أكثر من والديه .
مرت السنوات والأعوام ويكبر أخي أمامي ويأخذ ملامحي وحتى أننا لا نستطيع أن نفرق بين كلينا في طفولتنا .
كبر مصعب وأصبح رجلا وسيما جميل الملامح ، إذا تجاوزنا عن تضخم أنفه وقصر قامته ولكنهما لن يؤثرا في وسامته وقلبه الجياش بالعاطفة .
نظرت إليه اليوم وقلت في نفسي " هل قمت بواجبي كأخ أكبر تجاه أخي الصغير" ، فكرت كثيرا فإذا بي أصل إلى الحقيقة المرة إني لم أقم بواجبي خير قيام ، ولا أعرف لماذا قصرت في حقه ؟
إني أرى أخي اليوم وقد أصبح مدونا ناجحا بإجماع الكثيرين وطامحا في هدف سام ، ولم يحدث أن كتبت (بوست) في مدونته أو تعليق على ما كتب .
إني أعتذر إليه عن تقصيري هذا ولكني أطمع في قلبه الحنون الذي سيغفر لي ، ولعل عيد ميلاده السادس عشر يكون نقطة التحول في حياتنا معاً
أخي ... – ويا لعظمتها من كلمة – إني اعتذر عن ما مضى وانتظر مني بإذن الله ما يسرك .
أخوك
محمد صلاح
28/6/2009 م "
شعرت بعد الانتهاء من القراءة بإحساس عجيب ، فأخي الأكبر – بالرغم من كل ما يفعله من أجلي – يظن نفسه مقصرا ، إذن فماذا فعلت أنا ؟
لقد اكتشفت أني لم أره بل تعاملت معه بأنانية وبحثت عن حقه عليّ لا عن واجبي نحوه ، وكما قال أنه يود أن يكون هذا العام نقطة تحول ، فليكن وسوف أسعى بأن لا أجور على حقك وأن أمنحك ما تستحق .
أخي الكريم / أحبك في الله