الأربعاء، نوفمبر 26، 2008

وأتموا الحج والعمرة لله


ركن الإسلام الخامس وأجمع الفرائض لمقاصد الدين ؛ فهي العبادة التي جمعت في مناسكها أعمال البدن والمال والروح , عبادة فيها القراءة وفيها الحركات البدنية وفيها التوجهات القلبية , ولكنها لحكمة أرادها الله كانت محددة الزمان " الحج أشهر معلومات " محددة المكان " ولله علي الناس حج البيت " " إن الصفا والمروة من شعائر الله " " فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام" حتى يتجمع المسلمين "من كل فج عميق" في مكان واحد وزمان واحد لتأدية فريضة واحدة ومناسك محددة .
ولكل ذلك حكمة يدركها أولو البصائر , ثم ما الإحرام سوى انخلاع من كل متاع الدنيا وإقبال على الله إقبال الميت على الآخرة .
وما الطواف حول البيت إلا طواف المحب حول بيت الحبيب لعله يحظى بنظرة رضا , وما السعي بين الصفا والمروة إلا بحث الطامع في الأجر وان تحمل المشاق وذهب وراح مرة بعد مرة عسى أن يرزق الغفران والمثوبة , ثم ما الوقوف بعرفة إلا تضرع لصاحب الأمر بعد أداء ما كلف به وينتظر نتيجة ما قدم وهل سيذهب عمله هذا بسيئاته تلك وهل سيقبل هذا الجهد ؟!
وهو يردد مع أمير الشعراء :-
ويا رب هل تغنى عن العبد حجة ... وفى العمر ما فيه من الهفوات
ثم ما الحلق إلا إزالة ما بقى من أوزار وإعلان لميلاد وعمر جديد مع عهد مع الله على الطاعة والخضوع وامتثال الأمر واجتناب النهى .
ثم أخيرا ما الذبح إلا إراقة دم تكفيرا عن كل هفوة وجبرا عن كل قصور بما بدر منه أثناء المناسك .
أرأيتم المسلمين يدركون المعنى البعيد في قوله" ليشهدوا منافع لهم "؟
لو كان الأمر كذلك لأدركنا استجابة الله لدعاء الضارعين منذ زمن ليس بالقصير .
والله نسأل أن يوفق الأمة إلى العمل الصالح يرفع الله به الكلم الطيب , فإن الله " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" فهل قدمنا عملا صالحا قادرا على رفع دعائنا وابتهالاتنا وتضرعاتنا ؟!!
صلاح البوهي

ليست هناك تعليقات: