لم اكن اتخيل يوما ان اعلن رفضي للحديث عن السياسة في
جلسة مع اصدقائي ، نعم أول مرة اقول لصديق لي " كفاية كلام في السياسة
".
يبدو انني اقتربت ان اؤمن بذلك المخادع الذي كذب على
النبي واسند له حديثا قال فيه " لعن الله الساسة والسياسة" واصدق كلامه
لأنني حقا وجدتها هذه الأيام ، فالسياسة اصبحت مهنة من لا مهنة له.
كم اشتاق لذلك اليوم الذي كنت اتحدث فيه عن السياسة
بحرية ويسمعني الآخر بحرية ويؤيد رأيي ولكن لا يؤيدني، اشتاق ان ادفع ثمن ما قلت
وان يهاجمني أمن الدولة – عن عدم اقتناع – حتى يجبرني ان امشي "جنب
الحيط".
قد يشعر احد ان ما اطلبه ساذج وسخيف ، فهل يحن فقيرا
غناه الله الى الفقر، هل نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!!!
ما امتازت به الثورة انها اعطت للآخر الفرصة للحرية في
التعبير، وفي تأييد موقف أو رفض موقف – عن اقتناع – ولكن الحقيقة انها نسيت ان
تغيير شيئا هاما
الاعلام
فالاعلامي الكاذب اسوأ من الحاكم الكاذب ، من الحاكم
السارق ، من الحاكم الظالم.
وظهر هذا التضليل الذي تبعه البعض – لأنه موافق لهواه –
ويرفضه البعض الاخر – لأنه مخالف لهواه – جليا في انتخابات الرئاسة عندما بنى
الناخبون تأييدهم ورفضهم على مهاترات.
اعلموا ان الحرية مع اعلام فاسد تسمى فوضى.
والان يقف متظاهرون في مصر وليبيا واليمن يحرقوا علم
امريكا ويقتلوا سفيرها ويقتحموها بسبب فيلم اساء للإسلام – لا اؤمن بفكرة الاساءة
للرسول ، لأن الرسول مقامه في السماء اعلى مما نتخيل الاساءة للاسلام والمسلمين
جميعا – مع اننا لم نسأل ما الفائدة من الشغب سوى اضافة مصطلح ارهاب بجانب الاسلام
من اذا اساء للاسلام ؟!!
ايها المواطنون ان اردتم حرية فاعلموا ان "كل شيء
عنده بمقدار" الحرية عند الله بمقدار واذا تجاوزتموه فلا تتنظروا التقدم ولا
التطور.
الفضيلة هي وسط بين رذليتين ومن يستطع ان يقف في المنتصف
نجا