لأول مرة اجد نفسي واقفا هنا على تلك الأرض الصلبة انظر للكون من بعيد في شموخ
لم يعد ينتابني مكاره ولم يعد السقم يفت في أعضائي
وجدت ابتسامة الحياة وإن كانت خبيثة ولكنها أمامي والنور باد عليها
أظل علي اليوم بروح عطرة فوجدت اطلالة باسمة تناديني أن تعال نلتقي في سماء الهوى ويظلنا أزاهير العشق .
ها أنت هنا وأنا بجانبك ، لن يفلح أحد في ابعادي عنك ولن تقلح في المغادرة .
أخيرا ارتضى القدر التقاء القمر بالأرض والأمل بالحب .
ابتسمت وهي تقول :- كيف كنت تظهر هربا وأن تسعي إليّ
أجبتها :- كنت أهرب إليك وأهرول مسرعا لأقابل أحضان عينيك
أحبك .. نعم سأصرح بذلك حتى وإن كان القدر المحتوم سيبعدنا فلا يهم ..
أنت معي وهذا ما يهم .
انتظرتها تجيب لكنها صمتت فأشرت اليها أن تناجيني فقالت لي :- لا أريد أن اتحدث عن القدر فأنا معك الآن بروحي وعقلي وغدا سنكون معا روحا وعقلا وجسدا .
ابتسمت وابتسمت .. أطل النور مكن عينيها والتمع في عيني .. أضاء الحب قلبينا وغردت فوقتا البلابل ..
ولكن .. سقط النور فجأة وهب في الكون ظلام دامس .. أسرعت أحملها ونهرب ولكن الظلام غطى الكون .. أين الأمل ؟ أين الحب ؟ ..
وجدت نفسي أهرول محتضنها سعيا مني لإيجاد متنفس بعيد وما هي إلى لحظات حتى تلاشت ..
نعم هي من تلاشت وظل الظلام حالكا بل وازداد ظلمة ...
لا أدري لربما هذا أمرا مألوفا فالدنيا عودتني أن تحنو بقسوة وتبتسم حزينة ..
لقد سقطت في أرض لينة وظننتها صلبة ..
لم أجد النور بل تخيلته لأداري الظلام ..
لم أجد الحب ولكني تخيلته لأبث لنفسي الشعور بالأمان ..
لم أرى الأمل ولكني ابتدعته ..
وبينما أنا كذلك وجدت صوتها ينادي من بعيد :- اترك أرض الخيال واشتري أرضا في الواقع ، لا ترسم أحلاما واكتفي بالتطلع للواقع..
أيها الإنسان لا تستمتع بالموت والخلود وانت حي .